مجلة ريحانة الالكترونية

عيد الغدير في الدول الإسلامية

يتم الاحتفال سنويًا بعيد الغدير المبارك في معظم الدول الإسلامية بطرق مختلفة ومع احتفالات وبرامج خاصة. في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض هذه البرامج والاحتفالات في الدول الإسلامية.
عيد الغدير هو أحد الأعياد المهمة في الإسلام، وهو اليوم الذي أعلن فيه النبي محمد صلى الله عليه وآله في غدير خم أن الإمام علي عليه السلام هو خليفته ووصيه. يحتفل بهذا العيد في الثامن عشر من شهر ذي الحجة.
سبب التسمية بالغدير
سُمي بهذا الأسم لإجتماع النبي المصطفى صلى الله عليه و آله بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ في هذا اليوم مع عشرات الآف من صحابته لدى عودته من حجة الوداع في موضع بين مكة و المدينة المنورة يُسمى بغدير خم، فسمي اليوم بإسم الموضع.
لقد أكمل الله عز وجل دينه وأتم نعمته على المؤمنين بتنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة ووصياً وإماماً بعد النبي صلى الله عليه وآله في يوم غدير خم، فهو عيد عظيم بل من أعظم الأعياد، لأنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة. وأي نعمة أعظم من نعمة إكمال الدين وإتمام النعمة الإلهية؟ هذه النعمة تستحق الشكر والثناء وتمجيد الله عز وجل من قبل المؤمنين على ما أنعم عليهم في هذا اليوم المبارك.
السعودية
الإسلام هو الدين الرسمي الوحيد في هذا البلد. الشيعة في السعودية، هم من الإثني عشرية ويعيشون بشكل أساسي في المناطق الشرقية.
عادةً ما تُقام احتفالات عيد الغدير في السعودية في الحسينيات، لأن الشيعة هناك لا يتمتعون بحرية كافية للتعبير عن واقعة الغدير بشكل علني. تقام هذه الاحتفالات في بعض القرى لمدة ليلتين أو ثلاث، حيث تُخصص الليلة الأولى عادةً للخطب وإقامة الاحتفالات والبرامج الترفيهية. في الليلة الثانية، يقوم الشعراء المشهورون بإلقاء قصائد عن الإمام علي عليه السلام وواقعة الغدير. في هذه الليالي، يتم تقديم الحلويات وبعض الأطعمة مثل الأرز واللحم للحضور. في مدينة القطيف بالسعودية، يتمتع الشيعة بحرية أكبر، وتقام بعض احتفالات عيد الغدير في الشوارع والأماكن العامة.
البحرين
البحرين دولة جزيرية في الخليج، يشكل الشيعة حوالي 70% من سكانها. عادةً ما يُحتفل بعيد الغدير في البحرين ليوم واحد فقط. في ليلة عيد الغدير، يجتمع الناس في المساجد والحسينيات للاحتفال والفرح، ويتم توزيع الحلويات، بينما يتحدث العلماء ورجال الدين عن واقعة الغدير. في يوم العيد، يرتدي الناس الملابس الجديدة ويزورون أقاربهم وأحبائهم. كما يقوم الشيعة في البحرين بزيارة المقابر كجزء من برامجهم في يوم عيد الغدير. في صباح العيد، يذهب الأطفال إلى المنازل حيث يقدم لهم الناس الهدايا والعيديات. في بعض المناطق التي يكثر فيها الشيعة، تُقام معارض متعلقة بموضوع الغدير.
الباكستان
الدين الرسمي في الباكستان هو الإسلام. هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 235 مليون نسمة هي سادس أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، ويشكل الشيعة 20% من سكانها. في باكستان، تحظى ثلاثة أعياد رئيسية بأهمية خاصة، وهي عيد الفطر، عيد الأضحى، وعيد الغدير.
يستعد الشيعة في هذا البلد للاحتفال بعيد الغدير قبل عدة أيام من العيد، حيث يقومون بتحضير نشرات إخبارية لإبلاغ الناس بمواعيد وأماكن الاحتفالات. تُقام مراسم العيد عادةً في الحسينيات والمساجد المعروفة، حيث يتجمع الشعراء والرواديد لإلقاء القصائد والأناشيد، ويتحدث بعض العلماء ورجال الدين عن عيد الغدير وفضائل الإمام علي عليه السلام.
العراق
يبلغ عدد سكان العراق تقريبا 40 مليون نسمة، ويشكل الشيعة 65% منهم. يُحتفل في العراق بعيد الغدير من خلال إقامة احتفالات متنوعة. يعتبر الشعب العراقي هذا العيد عيد تتويج الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ولهذا السبب تُقام احتفالات كبيرة في حرم الإمام علي عليه السلام في مدينة النجف.
يقوم الناس في هذا اليوم بتزيين المدينة وتوزيع الشراب والحلويات في الشوارع. لكن أهم فعالية في هذا اليوم هي زيارة الإمام علي عليه السلام، حيث يتوافد الناس من مختلف المدن والمناطق في العراق للمشاركة في الاحتفالات التي تُقام في الحرم.
في هذه المناسبة، يتحدث العلماء والخطباء عن فضائل وكرامات الإمام علي عليه السلام. في السنوات الأخيرة، أعلنت المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء يوم عيد الغدير عطلة رسمية، وفي هذه السنة قد صوّت برلمان دولت العراق على جعل يوم الغدير عطلة رسمية لكل الدولة.
الهند
تحتضن الهند عددًا كبيرًا من الشيعة الذين يحتفلون بعيد الغدير في مناطق مختلفة مثل دلهي ومومباي. في ليلة عيد الغدير، يجتمع الشيعة في المساجد والحسينيات، حيث يُنشدون الأشعار والقصائد.
في بعض المناطق، يُدعى المسؤولون الحكوميون والصحفيون وأتباع الديانات الأخرى، مثل الهندوس والجين، للمشاركة في هذه الاحتفالات وإلقاء الكلمات. في يوم عيد الغدير، ينظم الشيعة مسيرات في الشوارع، مرددين هتافات حيدرية، ويوزعون الشراب والحلويات بين الناس.
تركيا
تركيا تمتلك حوالي 84 مليون نسمة من السكان، حيث يشكل المسلمون حوالي 75٪ إلى 85٪ من السكان والعلويون حوالي 15٪ إلى 25٪. تُقام احتفالات عيد الغدير في تركيا عادةً بتجمع الناس في المساجد ليلاً. في هذه الليلة، يتحدث العلماء عن عيد الغدير وفضائله، وفي بعض المناطق يذهب الناس من مسجد إلى آخر لإقامة الاحتفالات معًا. أحد البرامج الخاصة بعيد الغدير في تركيا هو ذبح الأغنام وتوزيع لحمها بين الناس. تُقام المراسم الرئيسية لهذا اليوم في مدن إسطنبول وإيغدير. ومع ذلك، لا تحظى هذه المراسم بتغطية إعلامية واسعة، وتُبث فقط عبر بعض وسائل الإعلام الخاصة بالعلويين.
أفغانستان
الدين الرسمي لهذا البلد هو الإسلام، ويشكل الشيعة ما بين 25 إلى 30 بالمائة من سكان البلاد. يتم الاحتفال بعيد الغدير كل عام خلال طقوس خاصة في مناطق مختلفة من أفغانستان، وخاصة في العاصمة كابل ومدينة مزار الشريف - حيث يقع القبر المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام عليه السلام.
ويحتفل أهل هذا البلد بهذا العيد بإقامة المحاضرات وتلاوة الآيات والتسبيح والتواشيح. في هذا اليوم يذهب أهل كابل إلى مقام المنسوب إلى الإمام علي عليه السلام ويكرمون هذا اليوم.
إن عقد ميثاق الأخوة هو أحد العادات المفضلة لشعب الأفغاني. وفي هذا اليوم يربطون رباط الأخوة الدينية والإيمانية مع بعضهم البعض. يحتفل الشعب الأفغاني من عيد الأضحى إلى عيد الغدير ويذهبون لمشاهدة معالم المدينة. ولهذا اليوم مجد خاص عند السادات الأفغانيين، فيذهب فيه الناس لزيارة جيرانهم السادة ويهنئونهم بجدهم الإمام علي عليه السلام ويأخذون منهم العيدية ويحتفظون بها معهم على أنها بركة.
منقبت خواني
من أبرز فعاليات هذا اليوم هو "منقبت خواني"، حيث يجتمع الحاضرون في المسجد أو مكان الاحتفال، ويشكلون دائرة يتوسطها عصا خشبية. يقوم الشخص الأكثر خبرة برفع العصا وتقبيلها، ثم يتحرك بها في الميدان بينما ينشد أبياتًا في وصف الإمام علي عليه السلام. عند نهاية كل بيت، يقوم الشخص بضرب العصا على الأرض، ويشجع الحضور المنشد بالتكبير والصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام.
أذربيجان
يشكل الشيعة 75% من سكان أذربيجان. يُحتفل بعيد الغدير رسميًا في أذربيجان منذ عام 1990.
في يوم عيد الغدير، يجتمع الشيعة في أذربيجان في إحدى القاعات الكبيرة في المدينة للاحتفال وإقامة الفعاليات. يتم توزيع الشربت والحلويات على الحاضرين، وفي بعض المناطق يتم إعادة تمثيل واقعة الغدير من خلال عروض مسرحية
عيد الغدير في أذربيجان هو مناسبة لتجديد الولاء للإمام علي عليه السلام، وتعزيز الروابط الاجتماعية والدينية بين الشيعة.
ايران
عيد الغدير يعد من أهم الأعياد في ايران، حيث يحتفل الشيعة بهذه المناسبة التي تعتبر ذكرى تنصيب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كخليفة ووصي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم. هذا اليوم يرمز إلى إكمال الدين وإتمام النعمة، ويعتبر مناسبة لتجديد الولاء لأهل البيت عليهم السلام.
قبل أيام من عيد الغدير، تبدأ التحضيرات في جميع أنحاء ايران. تُزين الشوارع والأحياء بالأعلام والزينة والأضواء، وتُنظم الأسواق والمحال التجارية لبيع الهدايا والحلويات الخاصة بهذه المناسبة. تقوم المساجد والحسينيات بالتحضير للفعاليات والاحتفالات، ويُدعى العلماء والخطباء لإلقاء المحاضرات.
في يوم عيد الغدير، تتنوع الفعاليات والاحتفالات في إيران كما يلي:
الصلاة والدعاء:
يبدأ اليوم بأداء صلاة العيد في المساجد والجوامع، حيث يجتمع الناس لأداء الصلاة وقراءة دعاء الندبة.
تُلقى الخطب الدينية والمواعظ التي تركز على فضائل الإمام علي عليه السلام وأهمية هذا اليوم في التاريخ الإسلامي، وتُقام الاحتفالات في المساجد والحسينيات، حيث تُلقى القصائد والأناشيد الدينية، وتُنظم المسيرات والفعاليات الثقافية. يشارك الناس في الإنشاد والمديح للإمام علي عليه السلام، ويُقام مسرح ديني يعيد تجسيد واقعة الغدير.
توزيع الطعام والحلويات:
يُوزع الطعام والحلويات على المشاركين في الاحتفالات، وتُقام ولائم كبيرة في الأحياء والمجتمعات المحلية. تُعد الأطعمة التقليدية الخاصة بعيد الغدير، مثل الحلويات والمشروبات الخاصة بهذه المناسبة.
الزيارات والتهاني:
يتبادل الناس الزيارات والتهاني، حيث يزورون الأهل والأصدقاء السادة من نسل الإمام علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام لتقديم التبريكات وأخذ العيدية التي يحتفظ بها لأنها بركة.
النشاطات الثقافية والاجتماعية
تُقام العديد من النشاطات الثقافية والاجتماعية على هامش الاحتفالات بعيد الغدير مثل:
المعارض الفنية: حيث تُعرض الأعمال الفنية التي تصور واقعة الغدير وتجسد الشخصيات التاريخية المرتبطة بها.
الندوات والمؤتمرات: تُعقد الندوات والمؤتمرات التي تناقش الجوانب التاريخية والدينية لعيد الغدير.
الأعمال الخيرية: يقوم الناس بالأعمال الخيرية مثل توزيع المساعدات على الفقراء والمحتاجين، وتنظيم الفعاليات لدعم الأسر الفقيرة.
عيد الغدير في إيران ليس مجرد احتفال ديني، بل هو مناسبة لتجديد العهد مع أهل البيت عليهم السلام وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين أفراد المجتمع. يُعتبر هذا العيد فرصة للتأكيد على قيم الولاء والمحبة والتكافل الاجتماعي، وهو يوم يملأه الفرح والسرور والأمل.
 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه