مجلة ريحانة الالكترونية

نعم العون على طاعة الله

ينقسم الحياة إلى قسمين، قسم قبل الزواج وقسم بعد الزواج، فأمّا القسم الاوّل فالإنسان بنفسه يصنع حياته بما يشاء و كيف يشاء وأمّا بعد الزواج فلها شأن آخر حيت تتكون الحياة الزوجية المندمجة من تفكير الزوج والزوجة. فالزوجة المؤمنة ربّما تغير الزوج الفاسق إلى المؤمن والزوج المؤمن ربّما تغير الزوجة الفاسقة إلى المؤمنة.


روي عن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح وكانت له زوجة صالحة، فرأى في المنام رجلاً قال له: إن مقدار عمرك كذا، وينقسم عمرك نصفين، نصف في سعة، ونصف في ضيق،  فأيهما تختار أولاً؟
فقال الرجل: إن زوجتي الصالحة هي شريكتي في الحياة، ولا بد من استشارتها، فلما أصبح الصباح وتحدث معها قالت له: اجعل النصف الأول في يسر وعجل لك في العافية، لعل الله يرحمنا ويتم نعمته علينا.
وفي الليلة الثانية أتاه في المنام فسأله: ماذا اخترت؟
فأجاب : جعلت النصف الأول من عمري في يسر، فقال له: ليكن لك ذلك.
فأقبلت عليه الدنيا من كل جانب، ولما كثرت عليه النعمة قالت له زوجته: صل رحمك، وأحسن لجارك، واجعل لأخيك سهماً من مالك، فقبل الرجل، ولم يقصر في بذل المال حتى انتهى النصف الأول من عمره، فرأى في المنام ذلك الشخص، الذي رآه سابقاً يقول له: بما أنك لم تقصر في إنفاق مالك في سبيل الله، فقد شكر الله سعيك، وجعل النصف الثاني من عمرك مثل النصف الأول في يسر وسعة.
نعم، ينبغي على الزوجين أن تكون نيتهما خالصة لابتغاء مرضات الله تعالى، ويتعاون كلّ من الزوجين شريكه على طاعة الله عزّوجلّ، وهذا ما أكد عليه سيد الكائنات (صلّى الله عليه وآله) حيث قال: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل وتوضّئا وصلّيا كُتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات". (1) و أيضا قال (صلّى الله عليه وآله): "رحم الله رجلا قام من الليل فصلّى. ثمّ أيقظ امرأته فصلّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت، وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء". (2)
وروي أن علي بن اسباط سأل الإمام الصادق (عليه السلام) في رجل يصلّى صلاة الليل بصوت عال، فقال الإمام (عليه السلام): "ينبغي للرّجل إذا صلّى باللّيل أن يُسمِع أهله لكي يقوم النائم". (3)
قالت السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في الليلة التي وردت في بيت أمير المؤمنين (عليه السلام): "تفكّرت في حالي وأمري عند ذهاب عمري ونزولي في قبري فشبّهتُ دخولي في فِراشي بمنزلي كدخولي إلى لحدي وقبري فأنشُدُك الله إن قُمتَ إلى الصّلاة فنعبد الله تعالى هذه الليلة". (4) فقضيا تلك الللية في العبادة والتهجّد ولمّا سأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام): كيف وجدتَ أهلك؟ أجاب (عليه السلام): "نعم العون على طاعة الله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.    حرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص 257.
2.    سنن أبى داود، ج 1، ص 295.
3.    الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 364.
4.    ملحقات إحقاق الحق، ج 23، ص 489.

 

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه