مجلة ريحانة الالكترونية

لهذه الأسباب لا تتشاجروا أمام أطفالكم!

إن الأسرة هي بيئة التنشئة الأولى للطفل و هي أول مكان يتعلم و يتأثر و يؤثر فيه

, لذلك نعتبر أي شئ يهز إستقرار هذه الأسرة أو يعكر صفو  هذه البيئة مؤثر ضار على الطفل , و بالتالي نستطيع أن نعتبر إن المشاكل الزوجية و التي لها ما لها من تأثير على الزوجين أنفسهم هي أيضا من المؤثرات السلبية على الطفل , فبعض الأسر لا تلتفت لهذه المؤثرات الضارة فنجد بعض الأزواج يتشاجرون أمام أطفالهم و يعلو صوتهم و بل و من الممكن أن تزيد الأمور لأكثر من علو الصوت و الإهانة اللفظية إلى الإهانة الجسدية أيضا , و كل هذا يمارسوه أمام أطفالهم كأي شئ عادي , و لكن نريد وقفة لنعرف هل هذا شئ بالفعل عادي أم ضار و مؤثر في صحة الأطفال النفسية؟
كيف يرى الأطفال المشاكل الزوجية؟
إننا كبالغين ندرك أن وجود بعض المشاكل الزوجية في الأسرة يعتبر شئ طبيعي و أمر وارد و تمر به كل أسرة و كل علاقة زوجية , لكن أطفالنا سيروا الأمر بشكل مختلف تمام , فإدراكهم غير إدراكنا و تقييمهم للأمور أيضا يختلف عنا فلو حتى إعتبر الزوجين وجود بعض المشاكل الزوجية بينهم شئ طبيعي قد لا يراه أطفالهم هكذا , فكما ذكرنا الأسرة هي بيئة الطفل الأولى و لا نبالغ حين نقول إنها رمز الأمان و الإستقرار بالنسبة له فلو وجد أي شئ يحدث داخل هذه البيئة التي يعتبرها هو دنياه و مكان إستقراره بالتأكيد سيؤثر ذلك عليه نفسيا , فمجرد شعوره بأن مصدر الأمان لديه به مشكلات – أيا كانت صغيرة أو كبيرة – سيشعر بعدم الأمان و يتزايد الخوف الداخلى لديه و قد يجعل ذلك شخصية الطفل غير مستقرة.
لا تخدعوا أطفالكم:
يقول البعض إن تربية الأطفال على الحياة المثالية الخالية من المشكلات و الخلافات شئ ضار لأنهم عاجلا أو أجلا سيحتكوا بالمجتمع و سيأتي يوم و يكونوا أسر لذا فيجب عليهم خوض بعض التجارب العملية أو حتى على الأقل يجب عليهم أن يعرفوا بوجود بعض المشكلات و الخلافات الطبيعية بين أي شخصين , فكل البشر بالطبع مختلفين في كل شئ لا يوجد نسخ كربونية , أنا أتفق تماما مع هذا الرأي و لكن ما نناقشه الأن هو السن الذي سيعرف فيه الطفل بوجود بعض المشاكل الطبيعية بين أي إثنين حتى الأب و الأم , و أيضا الطريقة التي ستعرض بها المشكلة أمامه , فنحن لا ننكر وجود فتيات كثيرات لديها مشاكل و عقد نفسية من الزواج بسبب رؤيتهن لما كان يحدث لأمهاتهن أثناء المشاكل الزوجية , و على الجانب الآخر نجد أيضا شباب يتعاملوا بوحشية و همجية مع زوجاتهم فقط لأنهم تعلموا هذه الطريقة في التعامل من أباءهم , لذا فأسلوب طرح المشكلة أمام الطفل و طرق التعامل معها هي التي لابد أن تؤخذ في الإعتبار.
لا تجعلوا أطفالكم طرف في المشاكل الزوجية:
أتمنى من كل زوجين أن يحاولوا حل مشاكلهم بعيد عن الأبناء قدر المستطاع , و يجب التنبيه على عدم إشراك الأطفال الصغار بأي حال من الأحوال في تلك المشكلات , لا يجب أن تضعوا أطفالكم في مثل تلك المواقف ليقفوا أمام أبوهم و أمهم ليحكموا بينهم أو ليختاروا من له حق و من لا أو من الظالم و من المظلوم , فالأب و الأم لابد ألا ينسوا أبدا أنهم قدوة للطفل و وجود مثل هذه المواقف التي من الممكن أن تهز صورة القدوة لديه يجب تجنبها.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه