مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

إن الأسرة هي بيئة التنشئة الأولى للطفل و هي أول مكان يتعلم و يتأثر و يؤثر فيه

, لذلك نعتبر أي شئ يهز إستقرار هذه الأسرة أو يعكر صفو  هذه البيئة مؤثر ضار على الطفل , و بالتالي نستطيع أن نعتبر إن المشاكل الزوجية و التي لها ما لها من تأثير على الزوجين أنفسهم هي أيضا من المؤثرات السلبية على الطفل , فبعض الأسر لا تلتفت لهذه المؤثرات الضارة فنجد بعض الأزواج يتشاجرون أمام أطفالهم و يعلو صوتهم و بل و من الممكن أن تزيد الأمور لأكثر من علو الصوت و الإهانة اللفظية إلى الإهانة الجسدية أيضا , و كل هذا يمارسوه أمام أطفالهم كأي شئ عادي , و لكن نريد وقفة لنعرف هل هذا شئ بالفعل عادي أم ضار و مؤثر في صحة الأطفال النفسية؟
كيف يرى الأطفال المشاكل الزوجية؟
إننا كبالغين ندرك أن وجود بعض المشاكل الزوجية في الأسرة يعتبر شئ طبيعي و أمر وارد و تمر به كل أسرة و كل علاقة زوجية , لكن أطفالنا سيروا الأمر بشكل مختلف تمام , فإدراكهم غير إدراكنا و تقييمهم للأمور أيضا يختلف عنا فلو حتى إعتبر الزوجين وجود بعض المشاكل الزوجية بينهم شئ طبيعي قد لا يراه أطفالهم هكذا , فكما ذكرنا الأسرة هي بيئة الطفل الأولى و لا نبالغ حين نقول إنها رمز الأمان و الإستقرار بالنسبة له فلو وجد أي شئ يحدث داخل هذه البيئة التي يعتبرها هو دنياه و مكان إستقراره بالتأكيد سيؤثر ذلك عليه نفسيا , فمجرد شعوره بأن مصدر الأمان لديه به مشكلات – أيا كانت صغيرة أو كبيرة – سيشعر بعدم الأمان و يتزايد الخوف الداخلى لديه و قد يجعل ذلك شخصية الطفل غير مستقرة.
لا تخدعوا أطفالكم:
يقول البعض إن تربية الأطفال على الحياة المثالية الخالية من المشكلات و الخلافات شئ ضار لأنهم عاجلا أو أجلا سيحتكوا بالمجتمع و سيأتي يوم و يكونوا أسر لذا فيجب عليهم خوض بعض التجارب العملية أو حتى على الأقل يجب عليهم أن يعرفوا بوجود بعض المشكلات و الخلافات الطبيعية بين أي شخصين , فكل البشر بالطبع مختلفين في كل شئ لا يوجد نسخ كربونية , أنا أتفق تماما مع هذا الرأي و لكن ما نناقشه الأن هو السن الذي سيعرف فيه الطفل بوجود بعض المشاكل الطبيعية بين أي إثنين حتى الأب و الأم , و أيضا الطريقة التي ستعرض بها المشكلة أمامه , فنحن لا ننكر وجود فتيات كثيرات لديها مشاكل و عقد نفسية من الزواج بسبب رؤيتهن لما كان يحدث لأمهاتهن أثناء المشاكل الزوجية , و على الجانب الآخر نجد أيضا شباب يتعاملوا بوحشية و همجية مع زوجاتهم فقط لأنهم تعلموا هذه الطريقة في التعامل من أباءهم , لذا فأسلوب طرح المشكلة أمام الطفل و طرق التعامل معها هي التي لابد أن تؤخذ في الإعتبار.
لا تجعلوا أطفالكم طرف في المشاكل الزوجية:
أتمنى من كل زوجين أن يحاولوا حل مشاكلهم بعيد عن الأبناء قدر المستطاع , و يجب التنبيه على عدم إشراك الأطفال الصغار بأي حال من الأحوال في تلك المشكلات , لا يجب أن تضعوا أطفالكم في مثل تلك المواقف ليقفوا أمام أبوهم و أمهم ليحكموا بينهم أو ليختاروا من له حق و من لا أو من الظالم و من المظلوم , فالأب و الأم لابد ألا ينسوا أبدا أنهم قدوة للطفل و وجود مثل هذه المواقف التي من الممكن أن تهز صورة القدوة لديه يجب تجنبها.

رابط الموضوع