مجلة ريحانة الالكترونية

فاطمة الزهراء والعمل في البيت

 

نلفت أنظاركم وأسماعكم إلى قصة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فاطمة الزهراء سلام الله عليها في أعمال البيت وكيفية جهدها وسعيها.
سلمان المحمدي وفاطمة الزهراء سلام الله عليها
ذات يوم جاء سلمان المحمدي إلى بيت أميرالمؤمنين عليه السلام ودقّ الباب. ولكن لم يكن أميرالمؤمنين في البيت. فقالت فاطمة الزهراء سلام الله عليها: من بالباب؟ فأجاب: أنا سلمان الفارسي. فقالت فاطمة سلام الله عليها: أدخل يا صاحب والدي. ففتح سلمان الباب و دخل في البيت. فشاهد فاطمة الزهراء مع جلالة قدرها، جالسة في البيت وقدامها رحى وهي تطحن الشعير لتصنع الخبز وهي ماسكة بعمود الرحى وتطحن الشعير بصعوبة.
فلما رفعت بنت النبي يدها من عمود الرحى، رأى سلمان الحمرة على العمود. فدقق النظر فأذا بيد السيدة فاطمة دامية من كثرة الطحن وعليها كساء من شعر الإبل وکان على وشك أن يتمزّق. ورأى سلمان أيضا أن الحسين عليه السلام يكون في ناحية الدار وهو طفل صغير يبكي من شدة الجوع.
فعند ذلك قال سلمان المحمدي لفاطمة الزهراء سلام الله عليها: يا بنت رسول الله، لقد جرحت وأدمت يداك وهذه فضة الخادمة موجودة عندكم فقولي لها أن تساعدك في (أعمال) البيت. فقالت فاطمة الزهراء سلام الله عليها: قد أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله أن نقسم الأفعال في البيت. فتكون الأشغال في المنزل على عهدتي يوما و على عهدتها في اليوم الآخر. فقال لها سلمان: أنا خادمكم وأنا صاحب أبيك فيجب علي أن أساعدك. فاختاري انت، إما أن أطحن الشعير أو أسكت لك الحسين.
فقالت بنت النبي: أنا بتسكيته. فبدأ سلمان بطحن الشعير. فطحن بعض الشعير فإذا بصوت الأذان قد أرتفع من المسجد. فإستأذن من الزهراء سلام الله عليها و ذهب إلى المسجد وصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله. فلما فرغ من الصلاة، شاهد أميرالمؤمنين عليه السلام جالس بقربه. فقال سلمان لأميرالمؤمنين عليه السلام: رأيت شيئا عجيبا. فحكى لأميرالمؤمنين ما حصل في بيته. فلما سمع أميرالمؤمنين القصة بكى و خرج من المسجد مسرعا إلى بيته.
فمضى بعض الوقت ورجع أميرالمؤمنين إلى المسجد وهو يبتسم وفي قلبه فرح كثير. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أخاه يبتسم، سأله عن سبب الفرح والإبتسام. فجاوبه أميرالمؤمنين عليه السلام: لما خرجت من المسجد، ذهبت مسرعا إلى البيت. فلما فتحت الباب شاهدت فاطمة الزهراء وهي مستلقية على ظهرها والحسين نائم على صدرها. وشاهدت أيضا أن الرحى قدامها تتحرك بنفسها وتدور بلا واسطة شخص وبلا أيّ يد عليها. فعند سماع هذا، تبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأميرالمؤمنين عليه السلام، يا علي، أما علمت أنّ لله ملائكة يسيرون في الأرض، ومهمّتهم أنهم يخدمون محمدا وآل محمد عليهم السلام إلى يوم القيامة؟ وعند ذلك ذهب رسول الله صلى الله عليه وآله بصحبة أميرالمؤمنين عليه السلام إلى دار فاطمة سلام الله عليها وقال لإبنته: يا بنتاه، تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة. فقالت فاطمة لرسول الله: يا رسول الله، الحمدلله على نعمائه، والشكر لله على آلائه. فعند ذلك أنزل الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى).
كلمات اخيرة
فنشاهد أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها على رغم أنها إبنة رسول الله صلى الله عليه وآله وبإمكانها أن تسأل والدها أن يحضر لها العديد من الخدم وأن الملائكة أيضا في خدمتها ولكن هي تسعى وتجتهد في أعمال المنزل بحدّ أن يديها قد أدمت من كثرة الطحن. فعلينا نحن المسلمون أن نجعلها أسوة في حياتنا ونصبر على الفقر والحاجة والمصائب والشدائد وأن نسعى في البيت وفي خارج البيت أن نجلب الرزق الحلال لعائلتنا.
أتمنى أن تكون هذه القصة مفيدة لكم وأنكم قد إستمتعتم منها.
 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه