مجلة ريحانة الالكترونية

فيديو : حكاية الولد الصّالح وعذاب القبر

مرحبا بكم أصدقائي. في هذا المقال سنذكر قصة حول أهمية تربية الولد الصالح وآثاره للأبوين.

الباقيات الصالحات

الولد الصالح يُعَدُّ من الباقيات الصالحات ويكون من الأمور التي يجزى به الآباء بعد وفاتهم.
كان الإمام الصادق عليه السلام جالسا في مجلس وأصحابه ملتمّين حوله. فجاء ولد صغير وجلس في حضن أحد الأصحاب. فلما رأى الإمام الصادق عليه السلام هذا الغلام قال: إسمعوا مقالتي  ولاتنسوه أبدا.

عيسى بن مريم وصاحب القبر

كان نبي الله عيسى بن مريم يمشي مع الحواريين يوما فمرّ على مقبرة ممتلئة بالقبور. فمرّ على قبر، فسمع منه الصياح والصراخ. فدنا من القبر فشاهد صاحب القبر وهو في عذاب شديد و هوان عظيم والنار يعلوا من القبر. فلما رأى عيسى بن مريم هذا المشهد، تعجب وإسترجع ورحل من تلك المقبرة.
فذهب الأيام وأقبل عام جديد وجاء عيسى بن مريم عليه السلام مع أصحابه فمرّ معهم مجددا من تلك المقبرة ومرّ على ذلك القبر، فرأى صاحب القبر قد تخلّص من العذاب وهو في راحة وهناء. فخاطب عيسى بن مريم عليه السلام ربه وسئل من الله جل جلاله: يا ربّ، قد مررتُ بهذا القبر في العام الماضي فشاهدت صاحبه يعذّب عذابا شديدا وهو يستغيثك. ومررت في هذا العام أيضا بهذا القبر فشاهدت العذاب قد رفع عن صاحبه ولايعذب، بل هو في راحة. فلم هذا وما فعل هذا الشخص حتى رفعت العذاب عنه وأرحته من مصيبته؟
فأوحى الله عزّ وجلّ إلى عيسى بن مريم: إن لهذا الميت، ولد صالح وقد كبر بعد وفات والده. فأصبح يهتم بأمور الآخرين ويساعدهم. إنه صادف طريقا مخروبا بشكل فضيح بحيث لايمكن للناس الإستفادة منه، فأصلح الطريق بدون أيّ توقع من الناس. وشاهد طفلا يتيما بلا أيّ مأوى ولاطعام ولاشراب ولايهتم الناس له. فآوى ذلك اليتيم وأشبعه وأرواه وحسبه كإبنه، يفعل له كل ما يفعل لإبنه الحقيقي. فلأجل تلك الأمور الصالحة التي فعلها إبن هذا الميت، غفرت لهذا الميت وأخرجته من عذابي وجعلت له منزلا في الجنة. لأنه إجتهد في تربية ولده بشكل صحيح وأصبح ولده صالحا مفيدا للناس بجهد والده.
فعند ذلك قال عيسى بن مريم لأصحابه: إجتهدوا في تربية أولادكم حتى يكونوا خلفا صالحا لكم.
ثم تلى الإمام الصادق عليه السلام هذه الآية: فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ‏ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (سورة المريم: الآية 5 و 6)

كلمة اخيرة

فتبين من هذه القصة أن تربية الأولاد أمر مهم عند الله سبحانه وتعالى. فإذا صار الولد صالحا وساعد الناس ما إستطاع، أثاب الله والده لهذه التربية الصالحة ويكون الولد من الباقيات الصالحات لآبائه. وإن كان الولد غيرصالح ويعمل المعاصي ولايساعد الناس بل يؤذيهم، يؤاخذ الله آبائه لأجل عدم السعي والإجتهاد في تربية ولدهم. فيجب علينا الإجتهاد والسعي في تربية أولادنا بشكل صحيح وتعليمهم الآداب الإجتماعية والمحاسن الأخلاقية كي ننتفع بعد الموت من صلاح أبنائنا وكي يدعوا الناس لنا حيثما شاهدوا أبنائنا.
أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ هَذَه الْقِصَّةُ مُفِيدًا لَكُم.

 

1) المجلسي، محمدباقر، بحارالأنوار، ج15، بيروت، نشر الأعلمي، 1435ق، ص74.
2) سورة مريم، الآية 6 و 7.
3) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج6، طهران، نشر دار الكتب الإسلامية، 1407ق، ص3.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه