مجلة ريحانة الالكترونية

اليوم العالمي للفتاة خلق فرص متساوية

اليوم العالمي للفتاة أو اليوم العالمي للطفلة هدفه هو زيادة الوعي حول التمييز والعنف الذي تتعرض له الفتيات ودور المدافعين عن حقوقهن. يشمل هذا التمييز الوصول إلى ما يلي : التعليم، الرعاية الصحية، حماية الأطفال من الزواج المبكر، والحماية من العنف القائم على نوع الجنس.
من خلال التسليط الضوء على هذه العوائق، يسعى اليوم العالمي للفتاة إلى خلق فرص متساوية وبناء عالم يمكن للفتيات أن ينمون فيه. التركيز الرئيسي لليوم العالمي للفتاة هو توفير تعليم عالي الجودة للفتيات في جميع أنحاء العالم. التعليم هو أداة قوية تفتح الأبواب للفرص وتساعد في كسر دورة الفقر. يتم ذلك من خلال : 
منحات دراسية.
برامج توجيهية في حماية عدم زواج القاصرات .
دعم مالي.

التعليم للفتيات 
من خلال استثمار التعليم للفتيات، يمكننا تحول المجتمعات وكسر دورة الفقر. حيث تمكين الفتيات التعليم، وتعليم المهارات، والتوجيه، يمكننا التغلب على العوائق وبناء عالم يمكن لكل فتاة أن تزدهر.
يوم العالمي للفتاة هو فرصة لنلقي الضوء على دور النساء والشخصيات الدينية والثقافية البارزة مثل السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام التي لعبت دورًا بارزًا في نشر المعرفة والتعليم.
قال الشيخ عباس القمي بأن «أفضل بنات الإمام الكاظم عليه السلام السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة».(1) نقل عن كشف اللئالي أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان الإمام الكاظم عليه السلام مسافراً خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمةعليه السلام للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا موسي الكاظم، فعرضوا عليه الإجابات، وعندما اطّلع الكاظم على جوابها قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».(2)
فالإسلام قد أولى مسألة تحصيل العلم أهمّيّةً قصوى، حتّى أنّه اعتبره فرضاً واجباً على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، حيث ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال : « طلب العلم فريضة على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ » (3) 
زواج القاصرات
من الأمور المهمة و المؤکدة علیها هو رفع مستوی الوعی حول زواج القاصرات. زواج القاصرات و الفتیات تمنعهن من النمو الشخصی و تعرضهن للعدید من التحدیات و المشاکل.
فمن الأمور التی توجب إرتفاع معدل زواج القاصرات فی المجتمع هی العادات الإجتماعية و التقالید العشائرية و الفقر و الإعواز. حيث يعُدُّ البعض، البنتَ التي بلغت 15 سنة و لم تتزوج، مريضةً أو كئيبةً و ما شابه ذلك. و هذا تفكر باطل ، لا اَصْلَ لَهُ و لافَصْلَ. لأن طبيعة كل شخص مختلفة عن طبيعة الآخر و لايمكن أن نتوقع من كل شخص، ما نتوقعه عن الآخر. و الفقر و العوز أیضا من أسباب زواج القاصرات. حيث إن والد البنت لا يستطيع أن يحقق مطالباتها بسبب الفقر و الحاجة المالية. و لهذا يزوجها من أي رجل يخطبها لكي يتخلص من مخارجها. و هذا خطأ فادح يوجب إنهمار حياة البنت و عدم تقوية العلقة بين الزوج و الزوجة التي تؤدي إلى العنف و الطلاق.
و الإسلام أیضا لا یسمح بزواج القاصرات بهذا النحو الفظیع. فإن رسول الله صلي الله عليه و آله ردَّ زواج إبنة شخص (يدعى بالوديعة) لأن الوالد لم يستأمرها و لم ترض البنت بهذا الزواج. فيجب رضاية البنت في الزواج. و إن لم ترض بالزواج، فالزواج غير صحيح شرعا.
 
التبعيض بین الرجال و النساء 
لایزال عدم المساواة بین الرجال و النساء تعد من المسائل المهمة و المشکلة التی تواجهها الکثیر من الفتیات و الصبیات. فلا یحطین بالإمکانیات التی یحظی منها الرجال. تواجه الفتیات مع کثیر من الموانع و الحواجز التی تمنعهن من النمو الصحیح. فغالبا ما تمنع التبعیض و التمییز و محدودیة الوصول إلی الفرص المتاحة للآخرین و التوقعات و التقالید الإجتماعیة، من وصول الفتیات إلی الفرص و یوجب التقلیل من قدراتهن. 
 
اليوم العالمي للفتاة
مع اقتراب اليوم العالمي للفتاة في عام 2023، دعونا نجدد التزامنا ببناء عالم يمكن لكل فتاة أن تنمو فيه. 
من خلال دعم المالي ، واستثمار التعليم، والرعاية الصحية ، نمكِّن قدراتهن ونساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وشمولاً. دعونا نحتفل معاً وندافع عن حقوق وقدرات الفتيات ونضمن مستقبلاً أكثر إشراقًا للجميع.
 

1ـ منتهى الآمال  / الشيخ عباس القمي / المجلّد : 2 / الصفحة : 378.
2ـ كريمه أهل البيت عليهم السلام / مهدي بور / الصفحة : 63 و64  نقلاً عن كشف اللئالي.
3ـ بحار الأنوار / العلامة المجلسي / المجلّد : ٦٧ / الصفحة : ٦٨.
 

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه