مجلة ريحانة الالكترونية

برُّ أم... وهداية امرأة

الولدان هما النبع المفعم بالحب والعطف والقلب الذي يحيط الابناء بالدفء والحماية، فهما اصحاب الفضل في التنشئة والرعاية، واللذان يمنحان بغير جزاء، سعادتهما من سعادة اولادهما، وشقاؤهما من شقائهم، وما يجمعان من الخير فهو لهم، ولذلك جعل الله الوصية بهم بعد الايمان به.


لقد اعتنى القرآن الكريم بمنزلة الابوين والاشادة بهما والتنبيه الى سمو منزلتهما، ووجوب رعايتهما وبذل الكثير من الاحترام  والتوقير لهما، ولهذا فقد ورد في القرآن المجيد، ذكر الوالدين في الكثير من الآيات المباركة، منها قوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا الاّ اياه وبالوالدين احساناً"، "ووصينا الانسان بوالديه حسناً"، "ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهناً على وهن".
ويتضح من الآيات الكريمة ان الامر بالاحسان الى الوالدين جاء بصورة قضاء من الله يحمل معنى الامر المؤكد بعد الامر بعبادة الله تعالى.
وعن عقوبة العقوق في الدنيا، ورد عن الرسول(صلى الله عليه وآله) قوله: "كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها الى يوم القيامة الا عقوق الوالدين فان الله يجعلها لصاحبها في الحياة الدنيا قبل الممات".
وجاء التهديد والوعيد من الله تبارك وتعالى لمن يقطع رحمه بقوله: "فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم".
واذا كان هذا برُّ الوالدين في الاسلام والعقوبة التي تنتظر العقوق والقطعية ازاء الآباء والامهات، فان الغربيين لم يعرفوا مكانة الابوين ولذلك سرعان ما يقذفون بهما في "سلة" المهملات.
واليكم قصة الامريكية التي أسلمت لانها قارنت بين الموقف الاسلامي النبيل من الأبوين والموقف الغربي العام منهما فاكتشفت مدى الفوارق الصارخة بين الموقفين واتضح لها عظمة ديننا الاسلامي الذي يقدّر الابوة والامومة اي تقدير.
تقول هذه الامريكية التي كانت تدعى (كريستين مايور) واليوم اصبحت تسمى (مريم مايور)، أنها اول مرّة سمعت فيها كلمة الاسلام، كانت اثناء متابعتها لبرنامج تلفزيوني، فضحكت من المعلومات التي سمعتها، وبعد عام، استمعت لهذه الكلمة مرة اخرى، في المستشقى التي تعمل فيها حيث اتى زوجان وبصحبتهما امرأة مريضة.
جلست الزوجة تنتظر امام المقعد الذي تجلس عليه السيدة "مايور" لمتابعة عملها، وكانت تلاحظ عليها علامات القلق وكانت تمسح بدموعها.
ومن باب الفضول، سألتها "كريستين" عن سبب ضيقها، فاخبرتها انها اتت من بلد آخر مع زوجها الذي اتى بأمه، باحثاً لها عن علاج لمرضها العضال. وكانت المرأة  تتحدث معها وهي تبكي وتدعوا لوالدة زوجها بالشفاء والعافية... فعجبت السيدة "مايور" لامرها كثيراً: تأتي من بلد بعيد، مع زوجها، من اجل ان يعالج امه؟
تساءلت "مايور" في نفسها: اين أمي؟ قبل اربعة اشهر، اهديتها زجاجة عطر بمناسبة "يوم الأم" ولم افكر منذ ذلك اليوم بزيارتها! هذه أمي فكيف لوكانت لي أم زوج؟!
لقد ادهشها امر الزوجين، ولا سيما ان حالة الام صعبة وهي اقرب الى الموت من الحياة، ثم ما شأن الزوجة وأم زوجها؟ أتتعب نفسها وهي الشابة الجميلة من اجلها؟ لماذا؟
لم يعد يشغل السيدة "مايور" سوى هذا الموضوع، فتخيلت نفسها لو انها كانت بدل هذه الأم، فيا للسعادة التي ستشعر بها، ويا لحسن حظ هذه العجوز! التي غبطتها كثيراً.
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها، وكانت مكالمات هاتفية تصل اليهم من الخارج، يسأل فيها اصحابها عن حال الأم وصحتها.
دخلت السيدة "كريستين مايور" يوماً غرفة الانتظار فاذا بالزوجة جالسة، فاستغلّتها فرصة لتسألها عما تريد، حدّثتها كثيراً عن حقوق الوالدين في الاسلام، واذهلتها تلك المكانة التي يرفعها الاسلام اليهما، وكيفية التعامل معهما.
وبعد ايام توفيت العجوز، فبكى ابنها وزوجته بكاء حاراً وكأنهما طفلان صغيران، فبقيت هذه السيدة الامريكية تفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين في الاسلام.
وطلبت السيدة "مايور" كتاباً عن حقوق الوالدين، ولما قرأته، عاشت تتخيل وكأنها أم، ولها ابناء يحبونها ويسألون عنها ويحسنون اليها حتى آخر لحظة من عمرها ودون مقابل.
هذا الحلم الجميل جعلها تعلن اسلامها دون ان تعرف عن الاسلام سوى حقوق الوالدين فيه. فتسمّت باسم "مريم" واصبحت نعم المرأة المسلمة.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه