مجلة ريحانة الالكترونية

فيديو : أضرارُ تأخُّرِ سنِّ الزواجِ للبنات

 
قبلَ جيلَينِ من الزّمن كانت الفتاةُ تُعتَبرُ عانساً إذا لم تتزوّجْ في السادسةِ عشرةٍ أو السابعةِ عشرةٍ من عمرِها ، ولكن اليومُ وفقاً للإحصائيّاتِ أصبحَ سنُّ زواجِ الفتياتِ يتراوحُ بين ال 28 و ال 3٢ عاماً. ويقولُ علماءُ النَّفسِ إنّ الغضبَ والاكتئابَ وسوءَ الحالةِ المزاجيةِ تُعتَبَرُ من مضاعفاتِ العنوسةِ ، والّتي تَنتُجُ في الغالبِ عن تجاهلِ العاملِ النفسي واحتياجاتِهِ وعدمِ إشباعِ الغريزةِ ، فالتّأخيرُ في الزواجِ لهُ عواقبُ أخرى لا يمكنُ إصلاحُها بالنسبةِ للفتياتِ.
 هل هناكَ أضرارٌ تَعرُضُ للبناتِ  عندَ تأخُّرِ سنِّ الزّواج؟
هذا ما سنعرِفُهُ عندَ مشاهدةِ المقطع.  ولكن قبلَ أن نبدأَ ، نرجو أن لا تنسوا إعجابَكم بالفیدیو و الاشتراكَ في القناةِ و تفعیلَ الجرسِ الرمادي ليصلَ إليكم كلُّ ما هو جديد.
قبلَ الحديثِ عن عواقبِ تأخيرِ سنِّ الزّواجِ يجبُ أن نعرِفَ ما هو السِّنُّ المناسبُ للزواج؟ وبالنسبةِ للفتياتِ في أيِّ سنةٍ يمكنُ أن نعرفَ بدايةَ التأخيرِ في سنِّ الزواج؟
التأخُّرُ في اللغةِ يعني عكسَ التَّقدُّمَ، فيُعتَبَرُ تأخُّرُ الزواجِ هو تجاوزُ السنِّ الطبيعيِّ المعهودِ له.
سؤال: ما هو الحدُّ المعيَّنُ والمعتَبرُ عادةً لسنِّ الزواج ؟
 ما هو العمرُ الذي يمكنُ أن نعتبرَه معياراً للزواجِ ونجعلَهُ مقياساً للتأخيرِ في سنِّ الزواج؟ مَن الذي يحدِّدُ سنَّ الزواج؟
في الجوابِ ينبغي أن نقولَ بأنّ الشريعةَ والتقاليدَ الاجتماعية يُعتَبَرانِ المقياسَ الأصليَّ في تحديدِ سنِّ الزواج ، ويختلفُ سنُّ الزواجِ لكلِّ مِنطَقَةٍ حَسَبَ الاختلافاتِ الجغرافيةِ والعاداتِ والطقوسِ التي تَعيشُها تلكَ المِنطَقة .
لكن يجبُ أن نقولَ إنّ القرآنَ الكريمَ يَعتَبِرُ "البلوغَ" هو السِّنُّ المناسِبُ للزَّواجِ ويُعَبِّرُ عنه بِبُلوغِ النكاحِ حيثُ يقول : (وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ) (النساء: الآية 6)
كما تُؤكّدُ على هذا المعنى أيضاً رواياتُ أئمّةِ أهلِ البيتِ عليهمُ السلامُ والتَّفاسيرُ المختَلِفَة ، لذلكَ فقد اعتَبَرَ الشيخُ الطُّوسي أنَّ سِنَّ الزَّواجِ هو تَملُّكُ القدرةِ الجنسيةِ والرغبةُ في الزواج. أي إنّ سنَّ الزَّواجِ هو سِنُّ الشَّهوة ، ويتبَعُهُ أنَّهَ عندَ الحاجةِ للزَّواجِ ، إذا كانَ تركُهُ يُعَدُّ مَعصِيةً وَجَبَ على المكلَّفِ الزّواجُ. ولكن في مجتمعاتِنا اليوم ، يُعتَبَرُ سِنُّ الزّواجِ بَعيداً عن سِنِّ النُّضُوجِ الجَسَدي ، وإلى جانبِ ذلك ، تُعتَبَرُ هذه المسافَةُ بَينَهُما اليومُ أمراً معقولاً .
قالت مجلَّةُ "تايم" في دراستِها الأخيرةِ: إنَّ السِّنَّ المناسِبَ للزّواجِ يَتَراوَحُ ما بَينَ ال 28 و32 عاماً للإناثِ والذكورِ باعتبارِ أنَّ الإحصائيّاتِ أكَّدَت تَقَلُّصَ نِسبةِ حالاتِ الطَّلاقِ في السَّنَواتِ الخَمسِ الأولى. ووفقاً للدِّراسةِ الّتي أجراها عالمُ الاجتماعِ "نيك ولفينجر"، فإنَّ نسبةَ الطَّلاقِ تَنخَفِضُ للأزواجِ الّذينَ تَتَراوحُ أعمارُهُم ما بَينَ ال 28 و32 عاماً، ولا تتأثَّرُ هذه النتيجةُ باختلافِ المستوى التعليميِّ والمِنطَقَةِ التي يَعيشون فيها، ولا باختلافِ البَشَرَةِ والقومِيةِ والدِّيانَة .
تملأُ المجتمعاتُ الغربيّةُ الفجوةَ الزمنيّةَ بينَ البلوغِ والزّواجِ ، أو في الواقعِ  الفترةَ الحرجةَ للشبابِ بالعلاقاتِ الجنسيةِ الحرَّةِ التي تحظى بدعمٍ قانونيّ ، لكن مجتمعُنا الدينيُّ يرفُضُ مثلَ هذا الحلِّ ، فالحلُّ الّذي يقترِحُهُ الدّينُ هو الزّواجُ المبكِّر.
فإذا علِمنا أنَّ الزَّواجَ المبكِّرَ لهُ مزاياهُ وفوائدُه ، فلِنعلمَ أنَّ تأخيرَ الزواجِ لهُ أضرارٌ بليغة.
أوّلاً: يُسَبِّبُ للاكتئابِ والقلق.
إنّ انخفاضَ سِنِّ البلوغِ بينَ الفتيانِ والفَتَياتِ من ناحيةٍ ، ومن ناحيةٍ أُخرى ارتفاعُ سِنِّ الزّواجِ ، يُمكِنُ أن يؤدّي إلى مخاطرِ الانحرافاتِ الجنسيةِ بحيثُ تَزدادُ بشَكلٍ كبيرٍ ما بينَ فترةِ البُلوغِ وزَمَنِ الزّواجِ . هذا ومن جانبٍ آخرَ  يمكنُ أن يكونَ لتأخيرِ الزواجِ عندَ الفتياتِ عواقبُ نفسيةٍ وجسديةٍ مؤسفةٍ.
في الواقع ، الزّواجُ المتأخّرُ يعني قضاءَ فتَراتٍ أطولَ في الامتناعِ عن ممارسةِ الجنسِ ، مما يؤدّي بدورِهِ إلى الضَّغطِ النفسيِّ والعاطفيِّ والاكتئابِ والقلقِ وظهورِ العديدِ منَ الأمراضِ النفسيةِ الأُخرى لدَيهِنَّ.
ثانياً: الزواجُ المتأخِّرُ ، بالإضافةِ إلى المضاعَفاتِ المذكورةِ آنفاً ، يخلُقُ أيضاً فاصلةً زمنيّةً بينَ الوالِدَينِ والأبناءِ.
فإنَّ الفرقَ الكبيرَ بينَ الأجيالِ النّاشئ ِمن اختلافِ أعمارِهِم يُؤَدّي إلى فجوةٍ لا يُمكنُ سدَّها بشيءٍ ، كما يؤدّي في بعضِ الحالاتِ إلى الصّراعِ بينَ الأجيالِ ، وغالباً ما يقعُ هذا الأمرُ تزامناً معَ نموِّ الأطفالِ ، بحيثُ يؤدّي إلى إيجادِ مواقفَ حرجةٍ في الزّيِ المناسبِ والأذواقِ والمعاشرةِ وغيرِها من أُمورٍ، وذلك بسببِ الاختلافاتِ الحاصلةِ بينَ الجيلَينِ في بُعدِ أعمارِهِم .
ثالثاً التّأخیرُ في الزّواجِ یؤدّي إلى زيادةِ احتمالِ مشاكلِ الحملِ كلَّما زادَ عمرُ المرأةِ
الساعَةُ البُيولوجيّة هي حقيقةٌ حياتيّةٌ. ولا يُوجَدُ شيءٌ مميّزٌ في بُلُوغِ سِنِّ ال 35 عامًا. كلُّ ما في الأمرِ أنَّهُ سِنٌّ تصبحُ فيهِ المخاطرُ جديرةً بالنقاشِ بصورةٍ أكبر. على سبيلِ المثال:
قد يحتاجُ حدوثُ الحملِ مدّةً أطول
زيادةُ خطرِ الإصابةِ بمرضِ السكري الحملي
زيادةُ خطرِ الإصابةِ بارتفاعِ ضغطِ الدَّمِ أثناءَ الحمل
زيادةُ خطرِ حدوثِ ولادةٍ مبكِّرَةٍ وولادَةِ طفلٍ بوزنٍ أقلّ
زيادةُ احتِمالاتِ الخضوعِ للولادةِ القيصرية
ارتفاعُ مخاطِرِ إسقاطِ الحمل.
وهناكَ اضرارٌ أُخرى لتأخيرِ سنِّ الزّواجِ تُصيبُ الفتياتِ:
دخولُ المرأةِ سنَّ اليأسِ في وقتٍ أسرعَ من المرأةِ المتزوِّجة.
دخولُ المرأةِ بحالةِ توتّرٍ وقَلَقٍ عندَ الزّواجِ المتأخِّرِ بسببِ عدمِ مقدرَتِها على الإنجاب، أو تأخُّرِ احتماليّةِ حدوثِ الحمل.
تخلّي المرأةِ عنِ المعاييرِ الّتي كانت تضَعُها للرجلِ المناسبِ لها معَ تأخُّرِ الزّواج.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه