مجلة ريحانة الالكترونية

مقتل شهادة الصديقة الطاهرة

جوهرةُ القدسِ
للشيخ محمد حسين الأصفهاني النجفي الشهير بالكمباني 


جوهرةُ القدسِ من الكنز الخفي
باءت فابدت عالياتِ الأحرفِ

وقد تجلَّى من سماء العظمهْ 
 في عالم الأسماء أسما كلمهْ

فإنها الحوراءُ في النزولِ
وفي الصعود محورُ العقولِ

صدِّيقةٌ لا مثلُلها صديقهْ
تُفرغُ بالصدقِ عن الحقيقهْ 

هي البتولُ الطهرُ والعذراءُ 
 كريمةُ الطهرِ ولا سَواءُ

فإنها سيدةُ النساءِ 
 ومريمُ الكبرى بلا خَفاءِ

لهفي لها لقد اُضيعَ قدرُها
حتى توارى بالحجاب نورُها

تجرَّعت من غُصص الزمانِ
ما جاوز الحدَّ من البيانِ

وما أصابها من المصابِ
مفتاحُ بابِه حديثُ البابِ

إنَّ حديثَ البابِ ذو شجونِ
مما جنت به يدُ الخئونِ

أيهجمُ العدى على باب الهدى
ومهبطِ الوحيِ ومنتدى النَدى

أَتُضرمُ النارُ بباب دارِها
وآيةُ النورِ على منارها

وإنَّ كسرَ الضلعِ ليس يَنجبرْ 
 إلا بصُمصام عزيزٍ مقتَدرْ

إذ رَضَّ تلك الأضلعَ الزكّيةْ 
 رزيةٌ لا مثلُها رزيَّةْ

ومن نبوعِ الدمِ من ثديَيها
يُعرفُ عُظمُ ما جرى عليها 

وجاوز الحدَّ بلطم الخدِّ
شُّلَّت يدُ الطغيانِ والتعدي

فاحمرّتِ العينُ وعينُ المعرفهْ
تَذرِفُ بالدمع على تلك الصفهْ

والأثرُ الباقي كمثل الدُملُجِ 
 في عضُد الزهراءِ أقوى الحججِ


والبابُ والجدارُ والدماءُ 
شهودُ صدُقٍ ما له خفاءُ
(1)

 

تتذكر أباها رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

قال في الدمعة الساكبة نقلا عن البحار:
أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة و تقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما و يحملكما مرة بعد مرة؟ أين أبو كما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا ولا يحملكما على عاتقه كما يزل بكما (2) .
وكانت سلام الله عليها تطلب من أمير المؤمنين عليه ‌السلام أن يريها قميص رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم الذي غسله فيه فكانت إذا رأته شمته فلم تزل هكذا حتى يغشى عليها فلما رأى ذلك أمير المؤمنين عليه‌ السلام غيبه عنها .
وروي أنها قالت ذات يوم: إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي بالأذان فبلغ ذلك بلالا و كان امتنع من الأذان بعد النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم فأخذ في الإذان فلما قال: الله أكبر، الله أكبر ذكرت أباها و أيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله: أشهد أن محمد رسول الله شهقت فاطمة و سقطت لوجهها وغشي عليها فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول الله الدنيا وظنوا أنها قد ماتت فقطع أذانه ولم يتم فأفاقت فاطمة عليها ‌السلام فسألته أن يتم الأذان فلم يفعل وقال لها: يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتى بالأذان فأعفته من ذلك(3)
وورد أيضا: أنها عاشت بعد رسول الله لم تُرَ كاشرة ولا ضاحكة و كانت تأتي قبور الشهداء في كل جمعة (أسبوع) مرتين، الاثنين والخميس فتقول: هاهنا كان رسول الله وكانت تصلي هناك وتدعو حتى ماتت صلوات الله عليها و إذا قيل لها في ذلك تجيب قائلة: يحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الآباء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وا شوقاه إلى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم و كانت تقول:


إذا اشتدَّ شوقي زرتُ قبرَكَ باكيا
أنوحُ وأبكي لا أراكَ مجاوبي
فيا ساكنَ الغبراءِ علمتني البكا 
 وذكرُك أَنساني جميعَ المصائبِ
فإن كنتَ عني في التراب مغيبَّا 
 فما كنتَ عن قلبي الحزينِ بغائب 

بلسان الحال : 


عگبك غدت وحشه الليالي
والحزن خيم على اطفالي
وانهدم سوري ال چان عالي 
 إگ عد او شوف اشلون حالي
وشوف السده اعليه او جرالي 
 مكسورة ضلع يا بوي تالي
والعين حمره اهنا يوالي 
 او محسن سگط هذا الصفالي


أبو ذية

الزهره ابدفعته الظالم ولاها 
 عصرها إو نِكر كل حگ ها ولاها
العدو منه النبي اتبره ولاها 
 ابسقر طاح الكسر ضلع الزچيه

 

1. الأنوار القدسية ديوان الشيخ محمد حسين الاصفهاني

2. الدمعة الساكبة ج١، ص ٣٠٠

3. بيت الأحزان ، الشيخ عباس القمي  ،  جلد : 1 ، صفحه : 168.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه