مجلة ريحانة الالكترونية

مصائب فاطمة الزهراء صلوات الله عليها

مصائب الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها

كلُّ غدرٍ وقولِ إفكٍ وزورِ


القصيدة: للسيد باقر الموسوي الشهير بالهندي


كلُّ غدرٍ وقولِ إفكٍ وزورِ 
 هو فرعُ عن حَجدِ نصَّ الغديرِ
فتبصَّرْ تُبصرْ هداك إلى الحقِّ
فليس الأعمى به كالبصير
إنَّ هذا أميرُكم ووليُّ الأمرِ 
 بعدي ووارثي ووزيري
هو مولىً لكلِّ من كنتُ مولاه
مِن اللهِ في جميع الأمور
فأج ا بوا بألسُنٍ تُظهرُ الطاعةَ
والغدرُ مضمرٌ في الصدور
بايعوه وبعدها طلبوا البيعةَ 
 منه لله ريبُ الدهور
أسرعوا حين غاب أحمدُ للغدرِ
وخافوا عواقبَ التأخير
لستَ تدري لمْ أحرقوا البابَ
بالنار أرادوا إطفاءَ ذاك النور
لست تدري ما صدرُ فاطمَ ما
المسارُ ما حالُ ضلعِها المكسور
ما سُقوطُ الجنينِ ما حمرةُ العين
وما بالُ قُرطِها المنثور
دخلوا الدارَ وهي حسرى بمرأىً
من علىِّ ذاك الأبيِّ الغيور (1)
 

الهجوم على دار الزهراء عليها ‌السلام

دخلت فاطمة عليها ‌السلام على رسول الله صلى الله ‌عليه وآله ‌وسلم في مرضه الذي توفي فيه فقال لها: بنية أنت مظلومة بعدي وأنت المستضعفة، فمن آذاك فقد آذاني ومن غاضك فقد غاضني ومن جفك فقد جفاني ومن قطعك فقد قطعني ومن ظلمك فقد ظلمني ومن سرك فقد سرني ومن وصلك فقد وصلني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جنبيَّ، إلى الله أشكو ظالميك من أمتي وكأني بك يا بنية تستغيثين فلا يغيثك أحد من أمتي. فبكت فاطمة عليها ‌السلام فقال لها: لا تبكي يا بنية قالت: لست أبكي لما يصنع بي ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله. فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي.
وكان رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌ وسلم في تلك الأيام كثيرا ما يبكي إذا نظر إلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين  عليهم ‌السلام فإذا سألوه عن بكائه يقول إني أتذكر ضربة علي على رأسه ولطم فاطم على خدها وطعن الحسن في فخذه والسم الذي يسقاه وقتل الحسين.
أقول: كما أخبر رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم لقد تحقق كل شيء حيث جرت المصائب على أهل البيت الواحد بعد الآخر وأولهم ظلامة فاطمة الزهراء عليها ‌السلام التي اقتحم القوم عليها دارها.
يقول السيد المقرم في وفاته الصديقة نقلا عن البحار: فأصر أن يبعث إليه  إلى علي بن أبي طالب عليه‌ السلام  فأرسل قنفذا أحد بني كعب بن عدي من الطلقاء، ومعه جماعة فاتوا بيت أمير المؤمنين فلم يأذن لهم في الدخول فرجع الجماعة وثبت قنفذ على الباب ولما سمع الطاغية من الجماعة ذلك غضب وأمرهم بحمل حطب ليضعوه على الباب فإن خرج أمير المؤمنين إلى البيعة وإلا أحرقوا البيت على من فيه ووقف عمر بن الخطّاب على الباب وصاح بصوت رفيع يسمع علياً وفاطمة لتخرجن يا علي إلى البيعة وإلا أضرمت عليك النار فصحت فاطمة مالنا ولك فأبى أن ينصرف أن تفتح الباب له ولما رأى منهم الامتناع أضرم النار في الحطب ودفع الباب وكانت ابنة رسول الله صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم خلفها فمانعته من الدخول فركل الباب برجله وألصقها إلى الجدار ثم لطمها على خدها من ظاهر الخمار حتى تناثر قرطها وضرب كفها بالسوط فندبت أباها وبكت بكاءا شديدا عاليا ثم عصرها إلى الجدار ثانية فنادت أهكذا يفعل بحبيبتك وأستغاثت بجاريتها فضة وقالت لقد قتل ما في بطني من حمل (2) وأقبلت إليها فضة فأخرجتها من وراء الباب وجاءت بها إلى حجرتها حيث أسقطت جنينها فأغمي عليها.

غدت تصرخ يفضّه صدري انعاب
او حملي سگط مني ابعتبة الباب
اجت فضه او لگتها فوگ التراب
يسيل امن الصدر واضلوعها الدم
يفضه صاحت ام احسين ونهه
او من طاح الجنين ان گطع ونهه
خفّه صوتها البسمار ونهه
او كسر ضلعين من عدها الز چ يه
أفاطمُ يُسقَطُ منها الجنينُ
و تُدفَعُ عن حقّها راغمهْ
و تُحرَقُ بابَ فِناها الطَغامُ
و تأتي علي خدرها هاجمهْ
فتبت يدٌ كسرتْ ظِلعَها
و مُدَّتْ علي وجهها لاطم
ه

لا زالت الصّديقة الكبرى فاطمةَ الزهراء عليها السلام بعد أبيها رسول الّله صلى اللّه عليه وآله مظلومةً مهضومةً باكيةً وحيدةً غريبةً، و كانت تذهب الى قبر أبيها صلى الله عليه وآله تشكو إليه آلامها و تبثه شكواها فتجلس على القبر و هي تقول :

ما ذا على من شمَّ تربةَ أحمدٍ 
أن لا يشُمَّ مدى الزّمان غواليا
صبَّت عليَّ مصائب لو أنّها 
صبّت على الأيّام صرنَ لَياليا
 

1ـ رياض المدح والرثاء / الشيخ عبد الحسين البحراني / الصفحة : ٢٨٠.
2ـ وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام / عبد الرزاق المقرم الصفحة : 61.


 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه