مجلة ريحانة الالكترونية

الدور الإجتماعي للمرأة

المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص212-213

قال العلامة الطباطبائي : إن الإسلام ساوى بين المرأة وبين الرجل من حيث تدبير شؤون الحياة بالإرادة والعمل ، فإنهما متساويان من حيث تعلق الإرادة بما تحتاج إليه البنية الإنسانية في الأكل والشرب وغيرهما من لوازم البقاء وقد قال تعالى :{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: 195] فلها أن تستقل بالإرادة ولها أن تستقل بالعمل وتمتلك نتاجهما ، كما للرجل ذلك من غير فرق ، {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }[البقرة: 286] .


فهما سواء فيما يراه الإسلام ويحقّه القرآن والله يحق الحق بكلماته غير أنه قرر فيها خصلتين ميّزهما بها الصنع الإلهي :
احدهما : أنهما بمنزلة الحرث في تكوُّن النوع ونمائه فعليها يعتمد النوع في بقائه فتختصّ من الأحكام بمثل ما يختص به الحرث وتمتاز بذلك عن الرجل .


والثانية : إن وجودها مبني على لطافة البنية ورقة الشعور ولذلك أيضا تأثير في أحوالها والوظائف الاجتماعية المحوّلة إليها . فهذا وزنها الاجتماعي ، وبذلك يظهر وزن الرجل في المجتممع، واليه تنحلّ جميع الأحكام المشتركة بينهما وما يختص به أحدهما في الإسلام ، قال تعالى :{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[النساء: 32] .

يريد أن الأعمال التي يهديها كل من الفريقين الى المجتمع هي الملاك لما اختص به من الفضل ، وأن من هذا الفضل ما تعين لحوقه بالبعض دون البعض ، كفضل الرجل على المرأة في سهم الإرث ، وفضل المرأة على الرجل في وضع النفقة عنها ، فلا ينبغي أن يتمناه متمن ، ومنه ما لم يتعين إلا بعمل العامل كائنا من كان ، كفضل الإيمان والعلم والعقل والتقوى وسائر الفضائل التي يستحسنها الدين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، واسألوا الله من فضله، والدليل على هذا الذي ذكرنا قوله تعالى بعده:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ}[النساء: 34](1).
___________________
1ـ تفسير الميزان:2/271-272.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه