مجلة ريحانة الالكترونية

الابتلاء بما يصلح العباد

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه واله) قَالَ اللَّه

(عَزَّ وجَلَّ) إِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَاداً لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلَّا بِالْغِنَى والسَّعَةِ والصِّحَّةِ فِي الْبَدَنِ فَأَبْلُوهُمْ بِالْغِنَى والسَّعَةِ وصِحَّةِ الْبَدَنِ فَيُصْلِحُ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ .

وإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَعِبَاداً لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلَّا بِالْفَاقَةِ والْمَسْكَنَةِ والسُّقْمِ فِي أَبْدَانِهِمْ فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ والْمَسْكَنَةِ والسُّقْمِ فَيُصْلِحُ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ وأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْه أَمْرُ دِينِ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ .

وإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يَجْتَهِدُ فِي عِبَادَتِي فَيَقُومُ مِنْ رُقَادِه ولَذِيذِ وِسَادِه [1] فَيَتَهَجَّدُ لِيَ اللَّيَالِيَ فَيُتْعِبُ نَفْسَه فِي عِبَادَتِي فَأَضْرِبُه بِالنُّعَاسِ [2] اللَّيْلَةَ واللَّيْلَتَيْنِ نَظَراً مِنِّي لَه وإِبْقَاءً عَلَيْه فَيَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَقُومُ وهُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِه [3] زَارِئٌ عَلَيْهَا، ولَوْ أُخَلِّي بَيْنَه وبَيْنَ مَا يُرِيدُ مِنْ عِبَادَتِي لَدَخَلَه الْعُجْبُ مِنْ ذَلِكَ فَيُصَيِّرُه الْعُجْبُ إِلَى الْفِتْنَةِ بِأَعْمَالِه فَيَأْتِيه مِنْ ذَلِكَ مَا فِيه هَلَاكُه لِعُجْبِه بِأَعْمَالِه ورِضَاه عَنْ نَفْسِه حَتَّى يَظُنَّ أَنَّه قَدْ فَاقَ الْعَابِدِينَ وجَازَ فِي عِبَادَتِه حَدَّ التَّقْصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ مِنِّي عِنْدَ ذَلِكَ وهُوَ يَظُنُّ أَنَّه يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ فَلَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ وأَفْنَوْا أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْه عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي والنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي ورَفِيعِ دَرَجَاتِيَ الْعُلَى فِي جِوَارِي ولَكِنْ فَبِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا وبِفَضْلِي فَلْيَفْرَحُوا وإِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تَدَارَكُهُمْ ومَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ومَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي فَإِنِّي أَنَا اللَّه الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وبِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ)[4]

[1] الرقاد بالضم : النوم أو هو خاص بالليل . والوساد بالفتح : المتكا والمخدة كالوسادة مثلثة وإضافة اللذيذ إليه من إضافة الصفة إلى الموصوف .

[2] كأنه على الاستعارة أي أسلط عليهم . أو هو نظير قوله تعالى : " فضربنا على آذانهم "

[3] أي مبغض لها ومعاتب عليها . وزارئ بالزاي أولا والراء أخيرا أي عاتب وساخط غير راض .

[4] الكافي : ج2 ص60

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه