مجلة ريحانة الالكترونية

شهر رمضان وصلة الأرحام

تركيز خاص حول تعامل اجتماعي مهم أبانه النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبته لاستقبال شهر رمضان يجب التوقف والتأمل فيه ، وهي صلة الرحم فقال (صلى الله عليه وآله) : ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه.
تمثل صلة الأرحام أهم موارد إثارة الفطرة الإنسانية ودغدغتها ، لذلك ركز النبي (صلى الله عليه وآله) على صلة الأرحام في شهر رمضان كونها أهم الروافد السهلة لاسترجاعها.

لنعلم أن صلة الأرحام هي من تجليات رحمة الله بعباده ، لذلك كانت صلة الأرحام تجلياً لألطاف رحمته بهم ، وقطيعتها عنواناً لأنانيتهم.
مَثل النبي محمد(صلى الله عليه وآله) الطبيب الحاذق المشخص للأمراض الذاتية والاجتماعية التي تحول بين المؤمنين وبين رحمة الله في شهر رمضان ، وأخطر تلك الأمراض هو قطيعة الرحم ، فحرص على أبانة خطورتها ، ورغب في طرق الوقاية والعلاج منها.
من المؤسف أن نجد مؤمناً يؤمن بتشخيص النبي (صلى الله عليه وآله) حول خطوة مرض قطيعة الرحم وآثاره على إيمانه وصيامه ، ثم لا يتوقى منه ، و يزهد في العلاج منه .
صلة الأرحام من أجل مصاديق الطاعة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) ، فمن يدعي إطاعتهم عليه الامتثال لأوامرهم فيها ، ومن أراد الانصياع لهواه ، وأتباع شيطانه فحتماً سيقطع رحمه.
من يتأمل رحمة الله في شهر رمضان ، وينتظر ألطاف ليالي القدر يتوجب عليه التنازل عن رضا ذاته ورغباته من أجل رضا الله ورضا نبيه وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) ، حيث يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}النساء59.
كثير ما نسمع عن كثرة قطيعة الرحم بين المؤمنين حتى في شهر رمضان بحجة الزهد في القاطعين والمؤذين لهم ، وكرامتهم لا تسمح لهم بتحمل الأذية والذل في وصال أرحامهم !!.
من أسباب قطيعة الأرحام قلة الإدراك أن قبول الأعمال والصيام ونزول رحمة الله خصوصاً في شهر رمضان مرتبط بصلة الأرحام .
من أسباب قطيعة الرحم الانغماس والركض وراء الدنيا وملذاتها ، والغفلة عن آثار المترتبة على قطيعتها ، فقد روي عن الإمام علي الهادي (عليه السلام) أنه قال : فيما كلم الله تعالى موسى (عليه السلام) قال موسى : فما جزاء من وصل رحمه ؟ قال : يــا موسى ... أنسئ له أجله ، وأهون عليه سكرات الموت .
من أسباب قطيعة الرحم الغفلة عن آثارها في الآخرة ، ففي الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله) : إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم ، وقال (صلى الله عليه وآله) : اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة : قاطع رحم ، وجار السوء ، وقال(ص) : صلة الرحم تهون الحساب.
شهر رمضان فرصة لكسب رضا الله ، وتلقف رحمته ، فإذا عمل المؤمن وفق رغباته وقطع رحمه فيه ، فصيامه لم يغير إلا من مظهره الخارجي ، ولم يؤثر في تغيير سلبياته الداخلية.
من يريد أن يتمتع بصفة الصبر على الطاعة خصوصاً في شهر رمضان عليه أن يسعى إلى وصال رحمه ، حيث يقول الله تعالى في ذلك : { وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } .
من المؤسف أن نجد مؤمناً يفسر صلة أرحامه به بغايات ومصالح دنيوية زائلة.
المؤمن يعمل بنيته ، ويثق بمقصده ، فإذا كانت صلته لرحمه من أجل تربية نفسه ، وغايته رضا الله والامتثال لطاعته ، فلا يهمه أن يفسر وصاله بأرحامه بغاية أخرى ، فالأعمال بالنيات ، ونية المؤمن خير من عمله .
احرص على صلة أرحامك خصوصاً في شهر رمضان فهي من أفضل طرق مجاهدة النفس ، لأن التنازل للأرحام لا يعتبر ذلة ومهانة ، إلا في موارد معينة واستثنائية .
قد يواجه المؤمن أرحاماً غلظين في التعامل ومنفرين في الوصال ، وهذا وارد في بعض الأحيان ، لكن يتوجب عليه في هذا الحالة أن يحاول مراراً وتكراراً في وصالهم وتبيان محبتهم.
إذا تعرض المؤمن لنوع من الإهانة بسبب وصال الرحم ، حينها يمكنه اقتصارها في تواصل عن بعد ، أو الاكتفاء بالسلام ، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صلوا ارحامكم في الدنيا ولو بسلام ، وباللجوء للدعاء وصدقة السر نيابة عنهم في السر والعلن ، فهي أقل الوصال في حقهم.
يحتاج المؤمن خصوصاً في شهر رمضان إلى استشعار لعظمة صلة الأرحام عند الله ، فقد ورد عن الإمام علي السجاد (عليه السلام) أنه قال : ما من خطوة أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع.
آثار قطيعة الرحم ليست مترتبة على القاطع لها ، بل حتى بالراضي بها ، والمنصاع إليها ، فقد روي أنه جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله إن لي أهلاً قد كنت أصلهم وهو يؤذونني وقد أردت رفضهم ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذن يرفضكم الله جميعاً ، فقال : و كيف أصنع؟ قال (صلى الله عليه وآله) : تعطي من حرمك ، و تصل من قطعك ، و تعفو عمن ظلمك ، فإذا فعلت ذلك كان الله عز وجل لك عليهم ظهيراً .
لا يوجد إنسان مستثنى من آثار قطيعة الرحم سواء كان عالماً أو متعلماً أو فقيراً أو وجيهاً ، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : وقال : أعجل الخير ثواباً صلة الرحم ، وقال (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تعمر الديار ، و تزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيــار .
تذكر : إن صلة الأرحام في شهر رمضان ليست مناطة بالأحياء ؛ بل حتى بصلة النائمين تحت التراب .
ثق وأنت في شهر رمضان أن الله لا ينظر لكثرة عبادتك وتهجدك ، أو لعدد ألقابك الدنيوية الملتصقة باسمك ؛ بقدر سعادته بلقب الواصل لرحمه.
احذر أن تأخذ صلتك برحمك صبغة المقايضين بها ، أو معادلة المتاجرين بها ، بقدر أن تكون سمة المتشبهين بمن عمل بحذافيرها وهم محمد وآل محمد .
أعلم أن شهر رمضان فرصة ذهبية وهبك الله إياها لاستنزال رحمته ، فأسع لتصحيح علاقتك بأرحامك ، لأن قبول صيامك ، ورضا الله عنك ، وغفرانه لذنبك الخارجي ، ولم يؤثر في تغيير سلبياته الداخلية.
من يريد أن يتمتع بصفة الصبر على الطاعة خصوصاً في شهر رمضان عليه أن يسعى إلى وصال رحمه ، حيث يقول الله تعالى في ذلك : { وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } .
من المؤسف أن نجد مؤمناً يفسر صلة أرحامه به بغايات ومصالح دنيوية زائلة.
المؤمن يعمل بنيته ، ويثق بمقصده ، فإذا كانت صلته لرحمه من أجل تربية نفسه ، وغايته رضا الله والامتثال لطاعته ، فلا يهمه أن يفسر وصاله بأرحامه بغاية أخرى ، فالأعمال بالنيات ، ونية المؤمن خير من عمله .
احرص على صلة أرحامك خصوصاً في شهر رمضان فهي من أفضل طرق مجاهدة النفس ، لأن التنازل للأرحام لا يعتبر ذلة ومهانة ، إلا في موارد معينة واستثنائية .
قد يواجه المؤمن أرحاماً غلظين في التعامل ومنفرين في الوصال ، وهذا وارد في بعض الأحيان ، لكن يتوجب عليه في هذا الحالة أن يحاول مراراً وتكراراً في وصالهم وتبيان محبتهم.
إذا تعرض المؤمن لنوع من الإهانة بسبب وصال الرحم ، حينها يمكنه اقتصارها في تواصل عن بعد ، أو الاكتفاء بالسلام ، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صلوا ارحامكم في الدنيا ولو بسلام ، وباللجوء للدعاء وصدقة السر نيابة عنهم في السر والعلن ، فهي أقل الوصال في حقهم.
يحتاج المؤمن خصوصاً في شهر رمضان إلى استشعار لعظمة صلة الأرحام عند الله ، فقد ورد عن الإمام علي السجاد (عليه السلام) أنه قال : ما من خطوة أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع.
آثار قطيعة الرحم ليست مترتبة على القاطع لها ، بل حتى بالراضي بها ، والمنصاع إليها ، فقد روي أنه جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله إن لي أهلاً قد كنت أصلهم وهو يؤذونني وقد أردت رفضهم ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذن يرفضكم الله جميعاً ، فقال : و كيف أصنع؟ قال (صلى الله عليه وآله) : تعطي من حرمك ، و تصل من قطعك ، و تعفو عمن ظلمك ، فإذا فعلت ذلك كان الله عز وجل لك عليهم ظهيراً .
لا يوجد إنسان مستثنى من آثار قطيعة الرحم سواء كان عالماً أو متعلماً أو فقيراً أو وجيهاً ، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : وقال : أعجل الخير ثواباً صلة الرحم ، وقال (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تعمر الديار ، و تزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيــار .
تذكر : إن صلة الأرحام في شهر رمضان ليست مناطة بالأحياء ؛ بل حتى بصلة النائمين تحت التراب .
ثق وأنت في شهر رمضان أن الله لا ينظر لكثرة عبادتك وتهجدك ، أو لعدد ألقابك الدنيوية الملتصقة باسمك ؛ بقدر سعادته بلقب الواصل لرحمه.
احذر أن تأخذ صلتك برحمك صبغة المقايضين بها ، أو معادلة المتاجرين بها ، بقدر أن تكون سمة المتشبهين بمن عمل بحذافيرها وهم محمد وآل محمد .
أعلم أن شهر رمضان فرصة ذهبية وهبك الله إياها لاستنزال رحمته ، فأسع لتصحيح علاقتك بأرحامك ، لأن قبول صيامك ، ورضا الله عنك ، وغفرانه لذنبك
أعلم أن شهر رمضان فرصة ذهبية وهبك الله إياها لاستنزال رحمته ، فأسع لتصحيح علاقتك بأرحامك ، لأن قبول صيامك ، ورضا الله عنك ، وغفرانه لذنبك

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه