مجلة ريحانة الالكترونية

الحجاب من زاوية أخرى!!

حين نطرق باب الحجاب تستقبلنا - واقعًا - أكثر من زاوية وزاوية أخرى، فكثيرة هي المواضيع التي تندرج تحت تناول مسمى الحجاب..

كثيرًا ما تناولت الأقلام الحجاب من زاويته الملموسة، المعروفة بتلك القطعتين أو أكثر من القماش مع اختلافها بين مجتمع وآخر، وما حدث ويحدث فيه من تجاوزات، وليس من الخطأ تكرار تناولها، فما دام ما طُرِح لم يشكل قناعة أسهمت في حل المشكلة، ففريضة الأمر بالمعروف تفرض نفسها على كل غيور بآداء الواجب تجاه هذه المشكلة وأي مشكلة تشكل ضررًا على المجتمع، وأرجو أن أوفّق لإفراد مقال لهذا الجانب لاحقًا - إذا وفقني الله تعالى -  لكن ما أريد الخوض فيه هنا هو موضوع الحجاب في السلوك والتواصل، وهو جانب عبّر عنه قرآننا الكريم الذي لم يُفرّط تعالى فيه من شي بقوله :

 

(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا )"الأحزاب (32)  "
لم تنهَ الآية عن القول بكلّه، وإنما نهت عن الخضوع به ! فهل الفتاة اليوم مع انخراطها في الوظيفة المختلطة وحين حضورها في الأسواق وكل مكان مختلط هل هي ملتفتة لهذا الجانب؟! هل كلامها وسلوكها سلوك "محجب" - إن صح التعبير - هذا الأمر واضح، والمفترض أنه لا يخفى على كل امرأة التزمت به أم لم تلتزم.  
لكن.. الآن  لم يعُد اللسان الذي قد يخضع في قوله لسان واحد تضمه الشفتين ! وإنما أنتجت لنا وسائل التواصل ألسنة كثيرة، يتواصل خلالها الشاب مع الفتاة، باتت مفروضة على مجتمعاتنا تقبلتها أم لم تتقبلها، والتواصل بات سهلاً بسهولة حركة الأصابع، بل حركة أصبع واحد ! فهل تلتفت الفتاة إلى حجابها المعنوي في هذا التواصل؟!  
و هل التفتت إلى أن التواصل الخاص لربما أدخلها في إشكالية الخلوة المحرمة أو ما شابهها؟!
هل محادثات هذا التواصل هي "قولاً معروفًا" كما اشترطت الآية الكريمة؟!
و هل التفت المربين إلى أسلوب تواصل أبنائهم وبناتهم مع الغير، إن كان تواصل "محجب" لا تخضع فيه الفتاة بالقول بلسان إصبعها؟!..
أكتفي بهذه الإشارات الاستفهامية التي تغني عن التفصيل الذي قد يطول معه المقام، وللعقول الواعية دور في إدراك مقاصد ما تقرأ...
و ختامًا أشير إلى أن أيًا كان قصد الغرب وراء نشر وسائل التواصل بيننا سواء مقاصد تنضم ضمن غزوهم الفكري لنا، أو هو مقصد تجاري، فبإمكاننا الاستفادة من هذه التكنولوجيا في الكثير من الأوجه السليمة وفي نشر الوعي والتزود الثقافي، لكن باستخدامها ضمن مبادئ الإسلام التي شُرِّعت لتُنظم حياتنا وتحمينا من كل ضرر..
    

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه