مجلة ريحانة الالكترونية

اتركي طفلك يختار ملابسه في هذا العمر

إذا كنت أمًّا فبكل تأكيد مر عليك هذا الموقف من قبل: تستعدين للخروج من المنزل، وبعد اختيار ملابسك بعناية وتحضيرها حان وقت اختيار ملابس أطفالك، وهنا كانت المفاجأة، أحد أبنائك الصغار لا يريد ارتداء ملابسه المعتادة وقرر ارتداء زي سبايدر مان ”كاملًا“ وأنتم ذاهبون لحضور حفل زفاف أحد الأقارب.

في هذه اللحظات التي تحدث بين الحين والآخر، تفتقدين كأم حياة العزوبية، حيث كانت أكبر مشاكلك هي عدم إيجاد لون طلاء الأظافر الذي يتماشى بشكل مثالي مع لون فستانك. أما الآن فعليك التحلي بالصبر والشجاعة ومواجهة هذا الكائن الصغير الذي قرر اليوم أن رأيه هو الأهم وأنه كبير بما فيه الكفاية لاختيار طلته بنفسه.
مع بلوغ معظم الأطفال عامهم الثالث تبدأ شخصيتهم بالبروز بشكل أوضح، وإحدى طرق فرض هذه الشخصية على الأسرة هي اختيار ما يعجبهم ورفض أي شيء يخالف هواهم، ومن ضمن هذه الأشياء هي الملابس التي يرتدونها. سيبدأ الطفل في هذه الفترة بتفضيل بعض الملابس والتصميم على ارتدائها بشكل يومي ومتكرر مهما كانت حالتها، وهنا تبدئين بالتساؤل: هل علي ترك طفلي يختار ملابسه بنفسه أم من الأفضل فرض رأيي عليه؟
من المهم ترك مساحة كافية لطفلك لتنمو شخصيته فيها وتتطور، ففرض رأيك عليه بشكل حازم في جميع جوانب حياته سيؤثر عليه بالسلب، ولكن حينما يتعلق الأمر بملابسه فلا بأس من السماح له وضمن حدود بممارسة حرية الاختيار، ففي النهاية الملابس هي طريقتنا في التعبير عن رأينا ونفسنا بشكل غير مباشر، ولن تكون نهاية العالم إذا قرر طفلك ارتداء "تيشيرت" شخصيته الكرتونية المفضلة وهو ذاهب إلى الحضانة كل يوم.
متى أسمح لطفلي باختيار ملابسه بنفسه؟

بمجرد أن يبدأ طفلك في إبداء رأيه فيما يرتديه دعيه يختار بحرية ما يعجبه، ولكن إذا شعرتِ بأن اختياراته خاطئة تمامًا، كأن يصمم على ارتداء ملابسه الشتوية في فصل الصيف الحار، أو أن يذهب إلى الحضانة مرتديًا ملابس السباحة، فهنا عليك التدخل بشكل حازم ولكن برفق، اشرحي له ببساطة سبب منعك له من ارتداء ما يحب، وفهميه أن لكل مكان ملابسه الصحيحة والمناسبة، ولا بأس من أن تعطيه حرية الاختيار ضمن حدود حتى يدرك بنفسه الطريقة الصحيحة لاختيار ملابسه، كأن تختاري له طلتين وتتركي له حرية اختيار الطلة التي يرغب في أن يظهر بها في هذا اليوم.
كيف أساعد طفلي على اختيار ملابسه؟

في البداية ستلاحظين أن طفلك يرفض وبشدة أي ملابس تريدين منه أن يرتديها، فهو هنا يريد أن يكون له رأيه الخاص، وهذا يعني أنه سيكون عليك التصرف بذكاء، فبدلًا من إجبار طفلتك على ارتداء فستانها الأصفر الأنيق، يمكنك وبكل سهولة أن تساعديها على أن تختاره هي بنفسها بأن تذكريها بأنه يشبه فستان شخصيتها الكرتونية المفضلة.

أيضًا حاولي قدر الإمكان التحكم في موديل ونوع الملابس التي تحضرينها لهم، فكيف يتم هذا؟ الأمر بسيط.. اذهبي للتسوق مع أطفالك، ولكن خصصي لكل طفل وقتًا كافيًا بحيث تشعرينه بأنك ذهبت إلى متجر الملابس من أجله وحده ليختار منه كل ما يعجبه وعلى هواه. دعيه يحضر كل القطع التي أعجبته، ومن ثم وحسب مدى مناسبتها له ولميزانيتك قلصي عدد القطع قدر الإمكان ثم اتركيه يختار من المجموعة التي بقيت قطعة الملابس التي يفضلها ويرغب في الحصول عليها اليوم. كرري العملية مع كل طفل من أطفالك وسيعود الجميع إلى المنزل بقطع جديدة يحبونها وترضيكِ في الوقت نفسه.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه