مجلة ريحانة الالكترونية

يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

لقد حث الإسلام على الزواج الذي يكون تكاليفه يسيره، وليس فيه تبذير ولا إسراف، وهذا هو المطلوب من المؤمنين، الأمر الذي وضعه الشارع يسيرا وهو حلال طيب طاهر، فلا يحقّ تعسيره بحجج واهية.

كما تزوّج أمير المؤمنين صلوات الله عليه مع الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، نعم بكل بساطة خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها من النبي الأكرم (ص)، فزوجه إياها بمهر بسيط؛ لكي يكون هذا الزواج قدوة لكل المسلمين، وكان زواج النورين في بداية شهر ذي الحجة في السنة الثانية بعد الهجرة المباركة.

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لَولا أنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى خَلَقَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لِفاطِمَةَ، ما كَانَ لَها كُفؤٌ عَلى ظَهرِ الأَرضِ؛ مِن آدَمَ ومَن دونَهُ» (1).

نعم، الكل يعلم أن أهم طريق لمواجهة الفحشاء والمنكر هو الزواج الذي أوصى به الإسلام كثيراً وسهله، ولكن للأسف الذريع عرقلنا طريقه، ووضعنا أمامه العوائق، وجعلناه أمرا يصعب الوصول إليه لمن يرغب فيه، إلاّ من يملك الأموال، وكأنما أصبح تجارة وصفقة مربحة للعوائل، وذهبت الأخلاق والمبادئ الإسلامية وهذا ما سبب في كثرة العزوبة والذنوب والفحشاء، لأنّ إشباع الغرائز بشكل سليم وشرعي خير سبيل لاقتلاع جذور الذنوب.

وبما أنّ بعض الأعذار كالفقر أو عدم وجود وتوفّر الإمكانات اللازمة قد تقف حائلا دون الزواج، أو هو عذر للفرار من الزواج وتشكيل الأُسرة، فهنا يشير لنا الإمام الصادق عليه السلام في حديث له أنّه لو كنتم فقراء لا تخافوا من مصاريف الزواج، فإنّها مضمونة من قبل الله عزّ وجل كما جاء في الخبر عنه عليه السلام: «مَنْ تَرَكَ التَّزْوِيجَ مَخَافَةَ الْفَقْرِ فَقَدْ أَسَاءَ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾(2)‌»(3).

إنّ قدرة الله واسعة، حيث تسع الوجود كلّه، وعلمه يحيط بما خفي وبما ظهر من المقاصد والأفعال، خاصّة من يقدم على الزواج ابتغاء المحافظة على العفة والطهارة، فهو بعين الله وتحت ظل فضله وكرمه.

نعم، هذا واقع حالنا، فلو قال لنا أحد التجّار المحترمين في بلدنا أنك إذا ما أقدمت على أمر الزواج سوف أعطيك جميع المصاريف وتحتاجه لهذا الأمر، فهنا نبادر سريعا عليه؛ لأن التاجر قد وعدنا بجميع المصاريف ولا نتردد فيخ، وهنا جبّار السماوات والأرضين يضمن للفقراء من الناس أن يغنهم من فضله وهل يوجد أحد لفضله الكريم. نعم، يجب علينا أن نثق بالخالق عزّ وجل، ونسهّل هذا الأمر العظيم؛ لكي لا يكون أحد يخاف من الزواج ولم يقدم عليه بسبب الفقر.

ـــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج1، ص 461.

2ـ سورة النور: الآية 32.

3ـ من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 385.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه