مجلة ريحانة الالكترونية

واجبات الرجل والمرأة وحقوقهما

أشرنا سابقاً، إلى أن حق الرجل يتمحور فقط حول استمتاعه بزوجته.

وما تنجزه من قبيل الطبخ والغسيل هو معروف منها

تسديه إليه، وليس واجباً عليها له، وإن شاع أنها من الوظائف الأخلاقية للنساء وليست حقاً للرجال.

 

لذا نرى الرسول الأكرم (ص) يذهب إلى بيت الزهراء ـ سلام الله عليها ـ في اليوم الأول بعد الزفاف من أجل أن يبارك لهما الزواج يقسم الأعمال بين هذين العظيمين قائلاً ما معناه:

"يا زهراء، إن أعمال المنزل، من قبيل الخبز أو طحن الشعير والحنطة، وتنظيف الدار، ورعاية الأطفال سهمك؛ أما سهم أمير المؤمنين (ع) فيتمثل في تهيئة الحطب، وجلب الماء، وترتيب ما يحتاجه المنزل من مواد أخرى تجلب من خارج المنزل".

بعدها، تفوهت فاطمة الزهراء (ع) بهذه العبارة التي ينبغي أن تلزمها كل المؤمنات وهي:

"لا يعلم إلا الله ما داخلني من السرور في هذا الأمر"(7).

الحقوق والعاطفة

ما أجدر الزوجين أن يكونا رفيقين رحيمين يعطف أحدهما على الآخر ويعينه على النهوض بخدمة الأسرة التي يشتركان في إدارتها! فإنهما إن لم يكونا كذلك انفرطت الأسرة وخسرت شركتهما.

ولو حكم القانون وحده علاقات الأسرة، وتوقف العمل على أداء الواجبات فقط، لتوترت حياة تلك الأسرة، وأصابها الخسران.

وكذا لو حكمت العاطفة لوحدها.

لذا يستلزم أن يكون القانون إلى جنب العاطفة في تحكيم الروابط الأسرية.

(إن الله يأمر بالعدل والإحسان) سورة النحل، الآية: 90.

مع وجوب التزام الرجل والمرأة مراعاة القوانين الإسلامية يجب أن يكونا رفيقين يعطف أحدهما على صاحبه.

 التعاون

كان رسول الله (ص) على يومه قد ذهب إلى منزل أمير المؤمنين (ع) فوجده ينظف عدساً، فسر الرسول (ص) بهذا العمل وقال:

"يا علي، من أعان زوجه على عمل في المنزل، كان له ثواب عمرة".

 جهاد المرأة

جاءت امرأة إلى رسول الله (ص) وقالت لي سؤال أوجهه لك نيابة عن كل نساء العالم من الآن حتى يوم القيامة: لماذا فرقت بين الرجل والمرأة في الجهاد مما يبعث على حرمانها من الأجر والثواب الذي خصصت به الرجال دون النساء؟

فأجابها الرسول الأكرم (ص): "جهاد المرأة حسن التبعل"(8).

وعلى هذا الأساس، يجب على المرأة أن تنظف منزلها على أكمل وجه، وتطبخ الطعام، وتغسل الملابس، وتربية الأولاد، والتجمل لزوجها لتكون مشغولة دائماً في الخطوط المتقدمة للجهاد في سبيل الله تعالى.

 حقوق الرجل

لقد علمنا الرسول الكريم حقوق الرجل على المرأة في معرض جوابه عن سؤال امرأة وهكذا كان:

1 ـ للرجل حق الاستمتاع المطلق في أي وقت شاء.

2 ـ لا يحق للمرأة أن تتصرف بأموال زوجها بغير رضاه.

3 ـ لا ينبغي للمرأة أن تغضب زوجها، وإن حدث وأغضبته عليها أن لا تسلم جفناً لنوم(9).

بعدها سألت تلك المرأة رسول الله (ص) وقالت: وهل هذه الحقوق يتساوى فيها الرجل الظالم والسوي؟.

فقال (ص):

نعم، ويجب على المرأة أن تكون متواضعة لزوجها في كل الأحوال ولا يحق لها أن تعرض عنه.

والرجل أيضاً ـ كما بينا سابقاً ـ لا يحق له أن يطلب من زوجه شيئاً عدا الاستمتاع.

أما المرأة فحري بها أن تنجز كافة أعمال المنزل على أحسن وجه انطلاقاً من الخلق الرفيع واحترام الروابط الإنسانية والعاطفية التي تربطها بزوجها.

وهكذا، يجب على الزوجة أن تتناسى أو تتغاضى عن كثير من الخلافات التي قد تحدث داخل محيط الأسرة بشكل. فإذا قدر للرجل أن يخرج من البيت غضبان قلقاً، كان على المرأة أن تهيئ نفسها جاهدةً لإزالة الغضب والقلق في أثناء رجوعه، وتستقبله بوجه مبسوط تعلوه الابتسامة لتدخل السرور على نفسه.

وعليها أيضاً أن تتواضع لزوجها ما قدرت، وعندما تتحدث إليه يجب أن تضع في ذهنها التودد إليه والتبسم له حفاظاً على سلامة بيت الزوجية. فإظهار المحبة والرفق والود يمكن أن ينزع جذور الخلافات والنزاعات من الأساس، ناهيك عن الأخذ بيد الزوج حين تتكالب عليه الأمور وتتفاقم المشكلات.

ولا غرابة في الأمر إذا ما قلنا إن مثل هذا السلوك هو إحدى وظائف المرأة قبالة زوجها.

 امرأة أبي أيوب الأنصاري

لقد كان لأبي أيوب الأنصاري ولد له من العمر سنتان أو ثلاث توفي في غياب أبي أيوب عن الدار، فجلست زوجه في البيت تندب ابنها وتبكي لفراقه، ولكنها نحت الغلام جانباً، وتزينت لزوجها واستقبلته بوجه بشوش ساعة عاد إليها وكأن شيئاً لم يكن.

أفاق أبو أيوب عند السحر قاصداً المسجد ولكن زوجته واجهته بسؤال قائلة: يا أبا أيوب إذا ما ائتمنك شخص على شيء وجاءك بعد مدة يريد استرداده منك، هل ترده إليه أو لا؟

فقال: نعم. أردها إليه.

فقالت: قبل ثلاثة أعوام أئتمننا الله على أمانة وبالأمس استردها فعليه عجل بالمجيء بعد الصلاة لدفن ابننا.

فقال أبو أيوب: "الحمد لله رب العالمين". ومضى إلى المسجد؛ وعرض على رسول الله (ص) ما جرى.

فاستبشر الرسول (ص) وقال له: "بارك الله لك في ليلتك تلك". وتتفق الأقدار على أن تنعقد نطفة في تلك الليلة ليأتي بعد مدة ابن صالح كان نصيباً صالحاً لذلكما الطيبين.

 سلوك الرجل الزوج

طبيعي القول إن من وظائف الزوج عند رجوعه إلى المنزل أن يكون متبسماً مبتعداً عن الهموم والغموم التي حصلت له خارجه لانفعال من بعض الأصدقاء أو من بعض الوظائف الاجتماعية أو ما شابه ذلك.

وينبغي له أن لا ينقلها داخل المحيط الأسري فيفتت بذلك جزءاً من نظام الأسرة.

وبناءً على هذا، فالحارس أو الجندي حري به أن يلين في أسرته ويحفظ بالغضب والشدة لعدوه. بل عليه أن يلين حتى لعدوه، إذا قدر عليه وأسره.

إن التشدد مع الأهل والأولاد وسوء الخلق محرم على المسلمين، لأن ذلك تكبر، وليس للمسلم أن يتكبر إلا على العالين في الأرض، فالتكبر على المتكبر عبادة.

(7) هذه الرواية مع بعض التغيير والإضافة موجودة في ج10 من بحار الأنوار ص24 ـ 25 وقد ذكرت هذه الجملة مكان الجملة التي ذكرناها في المتن "سررت كثيراً لأن رسول الله (ص) عفا عن مشاركتي الرجال أعمالهم".

(8) قال أمير المؤمنين (ع) كتب الله الجهاد على الرجال والنساء، فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتى يقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة حسن التبعل (وسائل الشيعة ج11 ص15).

(9) قال رسول الله (ص) أحسن نساء أمتي امرأة سلمت أمرها لمطالب زوجها حين رأته غضباناً وقالت له: "إن لم ترض عني لن يغمض لي جفن" بحار الأنوار 103.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه