مجلة ريحانة الالكترونية

هل يمكن استخدام الأدوية منتهية الصلاحية؟

يحتفظ معظمنا بعبوات من الأدوية في المنزل لعلاج الحالات الطارئة مثل المسكنات والأدوية الخافضة للحرارة وأدوية البرد وغيرها، ويحتفظ الكثير منا أيضًا بهذه العبوات بعد انتهاء تاريخ الصلاحية المدون عليها دون قصد، وعند الانتباه لانتهاء تاريخ الصلاحية المدون على العبوة، غالبًا ما يقوم معظمنا أيضًا بالتخلص من هذه العبوات دون تردد، ولكن هل التصرف بهذه الطريقة يعد تصرفًا سليمًا أو ضروريًّا؟ خاصة أن البعض يستخدمها بعد انتهاء صلاحيتها بفترات قليلة، فإلى أي مدى يمكن أن يسبب ذلك ضررًا للمريض؟ تعرفي معنا على الإجابة.

هل للأدوية حقًّا تاريخ صلاحية؟

تختلف الأدوية عن الأغذية، ولكن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وضعت معايير صارمة فيما يخص تاريخ صلاحية الأدوية، وذلك بدعوى أنه بعد هذا التاريخ يبدأ الدواء في فقد بعض من فاعليته وقوة تأثيره.

هذه الافتراضات تحمل بالطبع جانبًا حقيقيًّا وهو أن معظم الكبسولات والأقراص تبدأ في التحلل تدريجيًّا بعد فترة من الزمن، خصوصًا إذا تم تخزينها بطريقة غير سليمة بحيث تكون معرضة تعرضًا مباشرًا للضوء الساطع أو الحرارة الشديدة، وهذا التحلل يعني بالطبع فقدان الدواء لبعض من خصائصه، وبالتالي فاعليته في علاج الأمراض.

ولعل من الضروري أن تعلمي أن تواريخ صلاحية الأدوية يتم تقديرها بناءً على تجميع بيانات علمية تخص مدى فاعلية الدواء القصوى في علاج الأمراض، وذلك نقلًا عن نتائج التجارب التي تجرى على الأدوية لتحديد صلاحيتها وفاعليتها في علاج الأمراض المختلفة.
ماذا عن درجة الأمان في الأدوية منتهية الصلاحية؟

عندما يعلم الكثيرون أن ما يفقده الدواء عند انتهاء تاريخ الصلاحية هو 10% فقط من صلاحيته، فإن ذلك قد يغري الكثيرين بالاستمرار في استعمال الدواء إذا تأكدوا فقط من الأمان التام على صحتهم في حالة استعماله، والواقع أنه لا يوجد ما يجعلنا نعتقد أن الأدوية يمكن أن يكون لها تأثير سمي على جسم الإنسان بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، ولكن لدينا بعض النقاط التي يجب الالتفات إليها:

بالنسبة للأدوية في صورة شراب أو التي يتم حلها في محلول مائي، فإن فاعليتها قد تقل كثيرًا عن 90%، وليس كباقي الأدوية.

ويختلف الوضع مع الأدوية التي تعطى على هيئة حقن بعد انتهاء صلاحيتها، فتأثيرات هذه الأدوية بصورة عامة تكون أكثر خطورة من الأدوية التي يتم تناولها بالفم، ولعل أشهر هذه الأدوية التي تفقد فاعليتها بصورة كبيرة عند الوصول لنهاية تاريخ الصلاحية الأدرينالين والأنسولين.

فقد 10% فقط من فاعلية الدواء يمكن أن يكون له تأثيرات مضاعفة في الأدوية التي تستعمل لفترات قصيرة مثل المضادات الحيوية، أو التي تعمل من خلال مؤشر علاجي ضيق، مثل الأدوية التي تستعمل في علاج الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر.

نعم، ولكن ليس بناءً على الاجتهادات الشخصية للمريض، فقد  أقرت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية برنامج مد تاريخ الصلاحية، وهو برنامج تم من خلاله مد تاريخ صلاحية عقار التاميفلو بعد انتهاء تاريخ الصلاحية المدون عليه.

ومن بين ما يقرب 122 دواءً تم اختبار فاعليتها وأمانها، تم إثبات فاعلية وأمان نحو 65% من هذه الأدوية، بعضها مُد تاريخ صلاحيته إلى 4 سنوات كاملة زيادة عن تاريخ انتهاء الصلاحية. وهو ما احتاج إلى اختبارات متعددة تم إجراؤها على العقار للتأكد من استعماله بفاعلية وأمانٍ تام.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه