مجلة ريحانة الالكترونية

هل لـ الخوف رائحة ؟

نتساءل كيف يمكن للكلاب أن تمتلك قدرة عظيمة تتميز بها عن البشر في شم روائح الخطر

المختلفة، فهل تعلم أنه بإمكانها شم التغيرات في الهرمونات البشرية ومستويات السكر في الدم؟! فقد تم تدريب العديد منها في جميع أنحاء العالم على الكشف عن حالات الصرع، ومرض السكري، والسرطان. فهل يستطيع الإنسان شم رائحة الخوف؟ أشارت بعض الأدلة العلمية إلى أن الخوف قد يكون عنصرًا كيميائيًا نشعر به من خلال أنوفنا دون أن نلاحظ ذلك!

في عام 2009 قام فريق من الباحثين الألمان بجمع عينات عرق من مجموعتين من الطلاب، المجموعة الأولى لطلاب تعرّقوا بعد استخدام الدراجات، أما المجموعة الثانية فقد كان التعرق بسبب الضغط نتيجة انتظار تقديم امتحان.

أما المجموعة الثالثة كانت تحت جهاز المسح الضوئي للرنين المغناطيسي الوظيفي، كما كانت ترتدي قناع الأكسجين، ثم طُلب منها تحديد الروائح التي تشمها، لكن الطلاب كانوا غير قادرين على معرفة الفرق بين مصادر الرائحة، إلا أنهم لاحظوا أن هناك رائحة غير مألوفة بلا تأثير على عواطفهم.

لكن كان للدماغ الذي خضع للمسح الضوئي رأي آخر، فبعد شم رائحة عرق الطلاب الذين ينتظرون الامتحانات، أظهرت تلك الأدمغة زيادة في النشاط في مناطق العاطفة، ومعالجة الإشارات الاجتماعية، والحالات العاطفية للأشخاص الآخرين. في المقابل، لم تُحدِث رائحة العرق الناتجة عن استخدام الدراجات نفس النشاط. مما يشير إلى أن عرق الطلاب الذين كانوا يشعرون بالقلق من الامتحان يحتوي على نوع من الإشارات الكيميائية الناتجة من شعور القلق والتي أثارت ردود فعل في أدمغة مستنشقي الرائحة.

في ذات العام، أجرى الباحثون في جامعة رايس دراسة جمعوا فيها عينات عرق من مجموعة من المتطوعين الذين شاهد بعضهم أفلام رعب، فيما البعض الآخر شاهد أفلامًا مضحكة، ثم طلبوا من متطوعين آخرين أن يشموا رائحة العرق خلال مشاهدتهم لصور تعبيرات الوجه التي تنوعت بين السعادة والغموض والخوف.

ومع اختلاف تعبيرات الوجه طُلب من المتطوعين أن يحددوا هل يعتقدون أن تلك التعبيرات تعبّر عن السعادة أو الخوف. كان المتطوعون قادرين على تحديد الوجوه ذات التعبيرات المبهمة بأنها تشعر بالخوف حين قاموا بشم رائحة عرق مشاهدي أفلام الرعب أكثر ممن شاهدوا الأفلام الكوميدية. ويرى هذا التغير السلوكي على أن العرق لا يحتوي فقط على إشارة كيميائية توصل العواطف، لكنها تؤثر على التصور البصري لها.

تبحث مجموعة من الدراسات منذ زمن في أن البشر لا يتواصلون بالنظر أو الصوت أو اللمس فقط. فتمامًا كالحيوانات، فنحن قد نستخدم إشارات كيميائية موجودة في العرق، ربما في موقف ما قد تجعلنا نعرف عن الحالة العاطفية للآخرين.

ومنذ زمن وهناك جدل حول الاستجابة وتغير السلوك بتأثير من إشارات كيميائية مثل الفيرومونات التي يكون تأثيرها خارج الجسم الذي يقوم بإفرازها. لكن لم يُعرف ما هي نوعية تلك المواد الكيميائية التي تسبب ردود الفعل.

هناك ما يُسمى بالجهاز الميكعي (عضو في الأنف يصل إلى منطقة ما تحت المهاد في الدماغ) يوجد لدى الحيوانات، ويُعتقد أنه موجود لدى الإنسان حيث له القدرة على الكشف عن رائحة الفيرومونات. لكن هذا الأمر بحاجة للمزيد من الأبحاث للوصول إلى صورة ونتائج دقيقة.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه