مجلة ريحانة الالكترونية

هل ترك الطفل أمام المرآة يفيده أم يضره؟

تُعد المرآة أحد أكثر العناصر الجاذبة للأطفال الرضع، خاصة بعد إتمامهم الشهر الثالث من عمرهم وتطور الرؤية لديهم وبدء متابعتهم للأجسام المتحركة والأضواء من حولهم، ففي البداية يستمتع الطفل بالنظر إلى الطفل الصغير الذي يحاكي أفعاله نفسها دون إدراكه أن شريكه في اللعبة هو مجرد انعكاس لصورته، ومع تطور إدراك الطفل ونموه يبدأ في التعرف على نفسه في المرآة.

هناك بعض المعتقدات الشائعة التي تنصح بعدم ترك الطفل أمام المرآة، وأخرى تنصح بعدم ترك الطفل ينظر إلى المرآة ليلًا، وغيرها من المعتقدات الغريبة التي تنهال على آذان كثير من الأمهات دون إبداء أسباب واضحة، فتشعر الأم بالحيرة والقلق، وقد تستمع إلى تلك النصائح لحماية طفلها دون تفكير، ثم ما تلبث أن ترى طفلًا آخر ينظر إلى المرآة لتنصح أمه دون تردد بعدم تركه ينظر إلى المرآة، ولكن هل المرآة تضر بالطفل فعلًا؟ وهل هناك أهمية لنظر الطفل في المرآة؟ هذا ما تكشفه لكِ "سوبرماما" في السطور التالية.
ما أهمية المرآة للطفل؟

المفاجأة هي أن الطفل يحتاج إلى المرآة كعنصر أساسي في غرفته، ليس لضبط تسريحة شعره، بل لمساعدته على تطوير مهاراته الحركية والإدراكية وتقوية عضلاته والتعرف على نفسه وزيادة قوة ملاحظته وتركيزه.
فوائد المرآة للطفل:

    تساعده المرآة على تطوير المهارات البصرية لدى الطفل، خاصة عند متابعته لانعكاس الأضواء عليها، وملاحظة صورة الغرفة من زاوية مختلفة.
    تحفزه على الحركة وتساعد على تنمية مهاراته العضلية، خاصة عند وضعها في مستوى منخفض، بحيث يرى الطفل نفسه في أثناء استلقائه على بطنه على الأرض، فيبدأ في رفع رقبته لمشاهدة صورته في المرآة، ثم يحاول الحبو للوصول إليها.
    تساعده في التعرف على نفسه من خلال متابعته لتحركاته المنعكسة في المرآة، ومع الوقت يربط بين ما يرى وما يفعل، فيدرك أن ما يراه هو انعكاس لصورته.
    تشجعه على اكتشاف جسمه والتعرف على صورته الخارجية كاملة، بعد أن اعتاد على رؤية أجزاء من أعضائه فقط.

كيف يمكن تنمية مهارات طفلكِ باستخدام المرآة؟

    ضعي مرآة غير قابلة للكسر على أحد جدران غرفة طفلكِ في مستوى منخفض، بحيث يرى انعكاس صورته وهو نائم على بطنه، سيساعد ذلك على تعزيز قدرته على رفع رقبته وتقوية عضلات ذراعيه وساقيه، وتشجيعه على تعلم الحبو.
    انظري مع طفلكِ إلى المرآة، والعبي معه لعبة إخفاء الوجوه، سيستمتع بها كثيرًا، بالإضافة إلى أنها ستساعد على تعليمه الفرق بين الظهور والاختفاء.
    استمتعي مع طفلكِ بعمل أشكال وتعابير مختلفة بوجهكِ أمام المرآة، وقد تفاجئين بأنه يحاول تقليد تعابير وجهكِ بشكل مضحك.
    اتركي علامة واضحة على جبينه باستخدام أحمر الشفاة، ودعيه ينظر إلى المرآة، فإذا حرك يده نحو جبينه لمسح العلامة، فهذا يعني أنه يدرك تمامًا أن الذي يراه في المرآة هو انعكاس صورته.

هل يمكن للمرآة أن تؤذي الطفل؟

الحالة الوحيدة التي يمكن أن تشكل فيها المرآة أذى للطفل هي أن تنكسر وتتناثر قطع منها في غرفته، لذا احرصي على أن تكون المرايا التي يمكن لطفلكِ الوصول إليها مصنوعة من زجاج سميك وآمن وغير قابل للكسر بسهولة.
 وأخيرًا، اجعلي جلوس طفلكِ أمام المرآة جزءًا من روتينه اليومي، ابتكري ألعابًا كثيرة معه بالمرآة، ولا تستمعي إلى المعتقدات والأقاويل الشائعة التي ليس لها أساس من الصحة، دعي صغيركِ ينمو وتتطور مداركه، ولا تحرميه من متعة اكتشاف نفسه في المرآة.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه