مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قد تظنين أنّ تعلّق طفلكِ المفرط ببطانيته أو دميته المحشوة هو مؤشر سلبي يدعو للقلق، ويدل

على مشاكل نفسية أو سلوكية لديه... ولكنكِ ستفاجئين بأنّ هذه الظاهرة المنتشرة في صفوف الأطفال هي في الواقع إيجابية!

مفهوم "الأغراض الإنتقالية"
هل يرفض طفلكِ النوم أو الخروج من المنزل دون حمل دميته المحشوة؟ هذا المفهوم يسمّى حسب علم النفس بالأغراض الإنتقالية أو transitional objects.

التسمية جاءت من منطلق أن الطفل يستعمل هذا الغرض للإنتقال الصحيّ من تعلّقه بأمه في المراحل الأولى من حياته، إلى تعلّقه بأغراض محدّدة، وذلك بشكل مشابه.

فعلى ما يبدو، هذه الأغراض مهمّة لتأقلم الطفل مع فكرة الإنفصال ولصون إستقراره النفسي. فرغم إدراكه جيّداً أنّ دميته مثلاً ليست أمّه، ولكنّه يجد فيها نوعاً من الإكتفاء الذي يشعره بالراحة والإطمئنان خلال تواجده معها.

لا داعي للقلق!
على عكس ما تظنينه، لا يدلّ تعلّق طفلكِ بدميته أو ببطانتيه على مشاكل في شخصيته أو على تقصير في إمداده بالعاطفة من جهتكِ؛ إذ أثبتت إحدى الدراسات أنّ هذه الشريحة من الأطفال تكون إجمالاً أقلّ خجلاً وأكثر تركيزاً، مقارنةً مع الأطفال الذين لا يختبرون هذه المرحلة.

فهذا الغرض الإنتقالي هو دليل جيدّ على قدرة تفاعل طفلكِ وخلقه لصداقات، ولو "وهمية"، خارج إطار عائلته الصغيرة!

كيف أتعامل مع الموضوع؟
للأسف، يظن الأهل أنّ حرمان الطفل من هذا الغرض هو خطوة ضرورية وإيجابية، بحجّة حمايته من التعلّق المفرط. ولكن في الواقع، يحذر الخبراء في هذا المجال من إنتقاد الأهل أو رفضهم للغرض الإنتقالي، فهذا التصرف قد يؤثر سلباً على الطفل لاحقاً، ليواجه صعوبات في التعلق خلال علاقاته المستقبلية على أنواعها.

بل على العكس، حاولي تفهم طفلكِ وإظهار دعمكِ له، لتجدي أنّه سيخرج من هذه العادة تدريجياً، في الوقت المناسب وبشكل صحي. إطمئني، فطفلكِ يستخدم هذه الوسيلة للتأقلم مع الأمور التي تجري من حوله، ولفهم العالم من منظاره الخاص!

رابط الموضوع