مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

النكاح سنة نبوية (1) والزواج أحبّ بناء في الإسلام (2)، وبما أنّ الله تبارك وتعالى أمر الناس بالنكاح (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَ‌اءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (3) وأثنى على من يتزوّج بعبارات عالية؛ فبناء الأسرة في الشريعة الإسلامية من القضايا المقدسة، وعليه فمعايير تأسيس الأسرة أيضاً مقدسة.


فالبيت المثالي واختيار الزوجة سكن للإنسان وهي من السنن الإلهية التي أودعها في البشر، فقد ورد في ذكر الحكيم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَ‌حْمَةً  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُ‌ونَ) (4) وتنمي فيها الثقافة الدينية، فيتعاون كل من الزوجين شريكه على طاعة الله، وسُئل الإمام علي (عليه السلام) كيف وجدت أهلك؟ قال : "نعم العون على طاعة الله". (5) فيجب على من يريد أن يستنّ بسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويؤسّس أسرة مثالية، أن يلاحظ مواصفات يقرّبه من الله تبارك وتعالى مرضاته.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّما المرأةُ قِلادَةٌ فانظُرْ ما تَتَقَلَّدُ ، و لَيسَ لامرأةٍ خَطَرٌ ، لا لِصالِحَتِهِنَّ و لا لِطالِحَتِهِنَّ : و أمّا صالِحَتُهُنَّ فَلَيسَ خَطَرُها الذَّهَبَ و الفِضَّةَ هِي خَيرٌ مِنَ الذَّهَبِ و الفِضَّةِ ، و أمّا طالِحَتُهُنَّ فَلَيسَ خَطَرُها التُّرابَ ، التُّرابُ خَيرٌ مِنها". (6)
جاء روايات مختلفة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والأئمة الهدى (عليهم السلام) تشير إلى أهمّ مواصفات الزوجة المثالية، منها:
•    قال الإمام الباقر (عليه السلام): "أتى رجل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يستأمره في النكاح، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): نعم انكح، وعليك بذوات الدّين تَرِبت يداك". (7)
•    قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "لا يختار حسن وجه المرأة على حُسن دينها". (8)
•    وعنه (صلّى الله عليه وآله): "تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين". (9)
•    قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "تزوّجوا في الحِجز الصّالح، فإنّ العرق دسّاس". (10)

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.    الكليني، الكافي، ج5، ص 494.
2.    الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص 196.
3.    نور، 32.
4.    الروم، 21.
5.    المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 117.
6.    الكليني، الكافي، ج 5، ص 332.
7.    الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 7، ص 401.
8.    المتقي الهندي، كنز العمّال، ج 16، ص 301، ح 44590.
9.    المتقي الهندي، كنز العمّال، ج 16، ص 303، ح 44602.
10.    الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص 197

مأخوذة من كتاب "التربية الجنسية في الكتاب والسنة" من علي نقي الفقيهي