مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال :
« إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي

أحدكم فله حتى أجعلها له مثل جبل أحد » (1).
( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) (2).
وقد فصلت الآية الكريمة بين مالين قصد من المعاملة بهما النماء والزيادة.
الأول : معاملة ربوية يكون أطرافها البشر أنفسهم.
الثاني : معاملة ربوية تجري بين العبد وربه.
وقد قالت الآية عن المعاملة الأولى أنها لا تربو أي لا تنمو ولا يباركها الله.
أما عن الثانية فقد قالت بأن الله يباركها ويضاعفها ، والسبب واضح ، ففي المعاملة الأولى تؤخذ الزياده من المستقرض لصالح
المقرض ، وفي ذلك إنهاك لهذا الطرف وتفتيت للمال بواسطة القرض.
أما في المعاملة الثانية : فإن الزيادة يعطيها الله لعبده المنفق من غير أن ينقص من مال الله شيء ، وهذا هو النماء الحقيقي الباقي الذي تشمله بركة الله ، أما المال الذي يحصل من الربا فلا يكتب له التوفيق بل هو مال سحت يبغضه الله سبحانه.
*************************
(1) وسائل الشيعة ٦ / ٢٦٥.
(2) سورة الروم / آية : ٣٩.