مالا تعرفه المرأة عن نفسها
إن المرأة تتمتع بمكانة عظيمة في القرآن لأن القرآن لم يأتي لهداية الرجل فقط
بل جاء لهداية الانسان .لذا عندما يشرح هدف الرسلة ويبين غرض الوحي يقول:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ) سورة البقرة أية 185
كلمة الناس بعنوان هداية الإنسان لا تلحظ فيها صنفًا خاصًّا أو مجموعة خاصة بل تشمل المرأة والرجل بشكل متساو.
قال تعالى: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) سورة الرحمن أية 1-4
في الآية تحدث عن تعليم القرآن ثم خلق الإنسان ثم تعليم البيان .ومع أن النظم الطبيعي هو أن الإنسان يُخلق أولاً ثم يتعلم البيان ثم يفهم .
التوضيح:
الرحمن هو المعلم ورحمته وسعت كل شيء
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) سورة الأعراف أية 156
إذا قيل أن المهندس يدرس فهو يدرس هندسة، وإذا قيل الطبيب يدرس فهو يدرس الطب، وإذا قيل الرحمن يدرس فهو يدرس الرحمة التي لانهاية لها .
فإذا لم يستعن أحد برحمة الله فهو ليس بإنسان، فإذا لم يكن إنسانًا فهوا بهيمة وإذا أصبح بهيمة فكلامه مبهم أي ليس بيانًا..
الخلاصة:
أن الله تعالى حين ذكر أن القرآن (هدًى للناس )وَ(الرحمن علم القرآن ) وتلاميذه هم الناس أي أن الكلام ليس عن المرأة والرجل فالقرآن برنامج تدريسي للناس وهو للتعليم وتنزيه الروح الإنسانية، والروح موجود مجرد فهي للمذكر وللمؤنث .
العالم الغربي يرى أن الإنسان نوعان امرأة ورجل ولكنهما متساويان في المسائل العلمية والتربوية. ولكن الإسلام يرى أن الهدف من نزول الوحي هو التعليم وتزكية النفوس ولا فرق بين الرجل والمرأة أي أن محور التعليم أرواح الناس .
قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) سورة الشمس أية 7-8
من كتاب جمال المرأة وجلالها
لآية الله الشيخ جواد آملي