سلطت الصحف العالمية- مؤخراً- الاضواء على علاقة سرطان الثدي بهرمون الاستروجين الانثوي (Estrogen)، بعد ان نشرت مجلة نيوانجلند الطبية، بحثاً جديداً اشارت فيه الى ان النساء اللاتي يتناولن هرمون الاستروجين مع هرمون (البروجستيرون) معرضات لخطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة30-40% اكثر من اولئك اللاتي يتناولن هذه الهرمونات.
واشار البحث الى أن النساء اللاتي يتعاطين الهرمون لفترة تقل عن خمس سنوات، سوف يكنّ في امان من الخطر.كما قال (د. كرهام كولدتز) متخصص الامراض النسائية من مستشفى بريغام، بأن تناول هرمون الاستروجين بصورة مستمرة ولمدة تزيد على خمس سنوات سيضاف من نسبة الاصابة بسرطان الثدي، جاء هذا التقرير كجزء من بحث طويل بدأ عام 1978 وانتهى عام 1992 وشمل (121700) امرأة.
للتعرف على الاستروجين، يجب التعرف اولاً على الهرمونات، فالهرمونات هي مواد عضوية فعالة تمتاز بحساسيتها وقدرتها على تنظيم التفاعلات في الجسم مباشرة، من خلال تفاعلها مع العنصر العضوي، أو غير مباشرة من خلال سيطرتها على انتاج هرمون ثانوي. والهرمونات هي افرازات مجموعة من الخلايا التي تصب في مجرى الدم لينقلها بدوره الى المكان المخصص لها. ولكل هرمون ميزته الخاصة به والتي تأتي من خلال تفاعله مع الخلية المستقبلة له دون ان يصل اي تغيير منه.
ويعتبر الاستروجين من اهم الهرمونات التي يكونها جسم المرأة، ولذا يسمى بالهرمون الانثوي يؤثر الاستروجين على الكثير من اعضاء الجسم، فهناك اكثر من 300 عضو ونسيج في الجسم يتأثر بالاستروجين ابتداء بالمخ ومروراً بالعظام وانتهاء بالكبد، كما ان الاوعية الدموية والمجاري البولية، والجلد والثدي تحتاج الى هرمون الاستروجين لتحافظ على مرونتها ولتقوم بعملها بنحو أحسن.
ان الاستروجين هو مزيج من عدة هرمونات تحتوي على 18-23 ذرة كاربون مع ذرتين من الاوكسجين. وكافة انواع الاستروجين هي مركبات ارومائية، واهم انواعها هي الاسترادول و الاسترون كما امكن تصنيع الاستروجين في المختبرات، في بداية السبعينات بعد ان تمت معرفة تركيبه الكيميائي.
ان افرازات هرمون الاستروجين، تتولد مع ولادة الطفل، الّا ان نسبته لدى الفتيات تبدأ بالازدياد باقتراب سن البلوغ، مواكباً في ذلك التطورات الجسدية والجنسية التي تحدث لديها.
ان الخلايا المخية في ما تحت السرير البصري، تعمل كموجّه، حيث تقوم بتحفيز الغدة النخاعية على افراز بعض الهرمونات التي تنشط المبيض، ليضخ الاستروجين في الدم.
وعندما تبلغ الفتاة الحادية عشرة او الثانية عشرة من عمرها، فإن انتاج الجسم من الاستروجين وغيره من هرمونات المبيض تزداد لتكون كافية للتغيرات التي تحدث في جسمها مثل بروز الثدي وظهور الشعر تحت الابط، وكذلك بدء العادة الشهرية. وبما ان هذه الهرمونات تؤثر على مختلف الانسجة، لذا يمكن التعرف الى علامات البلوغ من خلال دهنية الشعر وظهور حب الشباب.
ويمكن القول بأن فترة سن اليأس هي مرآة لهذه العمليات فالاستروجين يزداد بصورة تدريجية في مرحلة الطفولة، ثم يقل في الثلاثينات من العمر.
في الفترة التي تسبق سن الياس والتي تدعى(preimenopause) تحدث بعض التغييرات عند المرأة، فتصبح عادتها الشهرية غير منتظمة، وتجف البشرة، ويقل الشعر في الساق وتحت الابط وتحدث لديها بعض الاضطرابات النفسية بخصوص سن اليأس، قالت الاستاذة (ناجتيكل) اخصائية علم الهرمونات من جامعة نيويورك: عندما تنخفض نسبة الاستروجين في الفترة التي تسبق سن اليأس، فإن الخلايا الدماغية (ما تحت السرير البصري) تقوم بارسال الكثير من الارشادات الهرمونية الى المبيض، لكي يفرز المزيد من الاستروجين، ولكن المبيض يستجيب بصورة شاذة فيبدأ مستوى الاستروجين بالتذبذب من منخفض الى مرتفع بين يوم وآخر وهذا يؤثر كثيراً على الحالة النفسية للمرأة.
ولان الخلايا الدماغية (ما تحت السرير البصري) تعتبر محراراً للجسم، فإن نشاطها غير العادي يؤدي الى ما يسمى بـ (السخونة الجلدية) لسن السيأس.
ليس كل النساء تنابهن عوارض سن اليأس، وانما 85% فقط تنتباهن هذه العوارض، والتي قد تستمر لمدة خمس سنوات ففي ندوة الطاولة المستديرة التي نظمتها شركة (سيبا- جيكي) لصناعة الادوية، شاركت فيها ثماني نساء، شرحن الامراض التي انتابتهن في سن اليأس. وهي: صداع شديد، و (سخونة جلدية) عند منتصف الليل، وبعضهن يعانين من اضطراب في العادة الشهرية، حيث تستمر احياناً لمدة عشرة ايام، اثني عشر يوماً، اواربعة عشر يوماً، وسبب ذلك هو انخفاض نسبة هرمون الاستروجين. وارتخاء عضلات الرحم، ولكن ليس جميع النساء يشعرن بالاعراض نفسها، فالمرأة البدينة افضل من غيرها في فترة سن اليأس، لان الخلايا الدهنية في جسمها تصنع هرموناً من نوع الاستروجين نفسه يدعى (الاسترون). كما ان هناك بعض النساء (سعيدات الحظ)، لان اجسامهن تنتج المزيد من هرمون الاستروجين في فترة سن اليأس.
