في دراسة أجريت على مجموعة من التلاميذ في مدارس كينيا في الثمانينات والتسعينيات. قام الباحثون بدراسة الأطفال من عمر 6 إلى 8 سنوات عام 1984، ثم أعادوا دراستهم عام 1998، فوجدوا بأنه خلال 14 سنة، زاد معدل ذكاء الأطفال أكثر من غيرهم.
ولكن ما الذي حدث؟
كان هناك عنصران أساسيان. الأول أن الأطفال تناولوا غذاء صحي يضم بروتين أكثر، الأمر الذي أبقاهم يقظين، ونشيطين، وأقل عرضة لفقر الدم،و نقص الحديد الذي يعيق مهارات التفكير. حتى لو لم تكن في كينيا، هناك فرصة جيدة بأن أطفالك لا يأكلون ما يحتاجون لضمان أداء دماغي مثالي. على سبيل المثال، إذا كانوا لا يأكلون الكثير من السمك أو لا يأخذون مكملات زيت السمك، فهناك فرصة كبيرة بأنهم لا يحصلون على تغذية جيدة. وتعتبر الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل السلمون، وسمك التونا، والرنغة، والسردين، والتي تحتوي على حامضِ eicosapentaenoic ، المساهم الأكبر في رفع مستوى جريان الدم إلى الدماغ، وزيادة الهرمونات التي تزيد من فعالية وظيفة الدماغ، كما تساعد على رفع نظام المناعة عن طريق تحولها إلى مادة مضادة للالتهاب. (ويعتبر نظام المناعة الصحّي مهماً جداً للأطفال والشباب، لأن المرض يمكن يضعفهم ويعيق تعلمهم.)
وكانت دراسة قد نشرت في مجلة طب الأطفال قد أظهرت أن الأطفال الذين أخذوا مكملات من زيت السمك، التي تحتوي على الأوميغا -3، ارتفع لديهم معدل الذكاء، وتميزوا في مهارات التهجئة، والقراءة، وحتى سلوكهم العام تحسن.
وبشكل عام فأن زيت السمك ليس جرعة سحرية، لكن الخبراء يقبلون عليه لأننا نحتاجه في حميتنا. (ويجب الانتباه إلى المستويات المرتفعة من الزئبق الموجودة في بعض هذه الأسماك. (والزئبق مادة سامة تتكون من الفحم النباتي - يمكن أن تلحق الضرر بالدماغ وتسبب أمراض أخرى. وتحتوي معظم منتجات السمك على تحذيرات لكميات الزئبق.)
ولكن الأطفال الكينيون لم يتحسنوا فقط من خلال الحمية لوحدها. السبب الثاني الذي زاد في مستوى الذكاء، كان اهتمام الآباء بتعليم أطفالهم، وأنفسهم. وبهذه الطريقة، أصبحوا مثال الأمم التي اتجهت إلى الصناعة مطلع القرن العشرون. خلال تلك الفترة، قفز معدل الذكاء 18 نقطة خلال 30 سنة. وسمي معامل الذكاء وقتها بتأثير "فلن"، نسبة إلى جيمس فلن، وهو عالم سياسي من نيوزيلندا ، كان أول من لاحظ هذه القفزة. ولم يكن التوجه الصناعي السبب الوحيد الذي أدى إلى ارتفاع معامل الذكاء، يقول فلن، " كانت المجتمعات الصناعية تتكون من عائلات أصغر، ووقت فراغ أكثر، ووظائف تتطلب تفكير أكثر.
وهذا يوضح أهمية عامل الوقت، فالعائلات الصغيرة كانت تملك وقت أكثر نظرياً للاهتمام بكل شيء، خصوصاً تخصيص وقت فراغ للقراءة أو عمل نشاطات ترفع من مستوى الدماغ. بالإضافة إلى عمل هؤلاء الآباء في وظائف تهتم بالتفكير.