مجلة ريحانة الالكترونية

ما هي حدود الصداقة في الاسلام ؟

الصداقة لها مواصفاتها و حدودها و أن الصديق لا بُدَّ و أن يتحلى بمواصفات رئيسية تؤهله

لأن يكون جديراً بالمصادقة معه، فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "لَا تَكُونُ‏ الصَّدَاقَةُ إِلَّا بِحُدُودِهَا فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْحُدُودُ أَوْ شَيْ‏ءٌ مِنْهَا فَانْسُبْهُ إِلَى الصَّدَاقَةِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنْهَا فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَى شَيْ‏ءٍ مِنَ الصَّدَاقَةِ:

    فَأَوَّلُهَا: أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ وَ عَلَانِيَتُهُ لَكَ وَاحِدَةً.
    وَ الثَّانِي: أَنْ يَرَى زَيْنَكَ زَيْنَهُ وَ شَيْنَكَ شَيْنَهُ.
    وَ الثَّالِثَةُ: أَنْ لَا تُغَيِّرَهُ عَلَيْكَ وِلَايَةٌ وَ لَا مَالٌ.
    وَ الرَّابِعَةُ: أَنْ لَا يَمْنَعَكَ شَيْئاً تَنَالُهُ مَقْدُرَتُهُ.
    وَ الْخَامِسَةُ، وَ هِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ: أَنْ لَا يُسْلِمَكَ عِنْدَ النَّكَبَاتِ" 1.

الصداقة المتبادلة

من الواضح أن من أنعم الله عليه بصديق إجتمعت فيه مواصفات الصديق الصالح أن يتحلى في المقابل بنفس الصفات و يكون له كما هو له أو أكثر من ذلك، حيث أن معنى الصداقة هو التعامل بالصدق و المودة الخالصة من الطرفين لا من طرف واحد.
وَ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ــ فقال فيما قال عليه السلام ــ: "... وَ إِذَا نَازَعَتْكَ إِلَى صُحْبَةِ الرِّجَالِ حَاجَةٌ فَاصْحَبْ مَنْ إِذَا صَحِبْتَهُ‏ زَانَكَ‏، وَ إِذَا خَدَمْتَهُ صَانَكَ، وَ إِذَا أَرَدْتَ مِنْهُ مَعُونَةً أَعَانَكَ، وَ إِنْ قُلْتَ صَدَّقَ قَوْلَكَ، وَ إِنْ صُلْتَ شَدَّ صَوْلَكَ‏ 2، وَ إِنْ مَدَدْتَ يَدَكَ بِفَضْلٍ مَدَّهَا، وَ إِنْ بَدَتْ عَنْكَ ثُلْمَةٌ سَدَّهَا، وَ إِنْ رَأَى مِنْكَ حَسَنَةً عَدَّهَا، وَ إِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَاكَ، وَ إِنْ سَكَتَّ عَنْهُ ابْتَدَأَكَ، وَ إِنْ نَزَلَتْ إِحْدَى الْمُلِمَّاتِ بِهِ سَاءَكَ‏، مَنْ لَا تَأْتِيكَ مِنْهُ الْبَوَائِقُ، وَ لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْهُ الطَّرَائِقُ، وَ لَا يَخْذُلُكَ عِنْدَ الْحَقَائِقِ، وَ إِنْ تَنَازَعْتُمَا مُنْقَسِماً آثَرَكَ..."  3.

    1. الكافي : 2 / 639، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
    2. الصول: السطوة و الاستطالة يقال: صال على قرنه يصول: إذا سطا عليه و قهره حتى يذل له.
    3. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 138 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية .

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه