مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية


( فبشّرهم بعذابٍ أليمٍ ).
ما هو ذلك العذاب الذي وصفة القرآن بأنه ( أليم ) ؟

ويأتي الجواب التفصيلي لعرض صورة هذا النوع من العذاب الأليم.
( يومَ يُحمى عليها في نَار جهنَّمَ ) :
وهل يحمى على نفس الأموال الذهب والفضة ، والتي كنزت ، ولم تنفق أم انها تجمع فتكون صفائح ، ويحمى عليها كما جاء ذلك في حديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال :
« ما من عبد له مال ، ولا يؤدي زكاته إلا جمع يوم القيامة صفائح يحمى عليها في نار جهنم » (١).
وعلى كل حال ليس تحقيق ذلك بمهم ، بل المهم هو معرفة المراحل التي تلي هذه العملية بعدما يحمى عليها ، وقد أوضحت الآية ذلك في قوله عز وجل.
( فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ) :
وهي أهم أعضاء البدن وأبرزها تكوى بتلك الصفائح ، أو بتلك الكنوز الذهب والفضة المحماة ، وقد جاء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في تكملة الحديث المتقدم :
« وتكوى بها جبهته ووجهه وظهره وحتى يقضي الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون » (١).
وبعد ذلك تأتي الآية الكريمة على ختام هذا الحوار الترهيبي فتقول :
( هذا ما كنزتم لأنفسكم ) :
وقد جاء في التفسير أن هذا القول يخاطبون به في حالة الكي والاحراق.
هذا ما كنزتم ومعناه ، هذا جزاء ما كنزتم لأنفسكم ، وكنتم تتخيلون أنه خير لكم وإذا به شر لكم ، وحيث تصل الآية إلى هذا الختام يسدل الستار على تلك الأجسام العفنة بمنظرها البشع ، وصوت من وراء الغيب يوعدهم قائلاً :
( فذوقوا ما كنتم تكنزون ).
**************************
(١) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.
(١) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.