مجلة ريحانة الالكترونية

ما هو الأهم في حياة المرأة ؟!

 

يروى ان اعرابيا طلب من غلام ان يذبح له شاة ويأتيه بأخبث ما فيها، فجاءه بلسانها وقلبها، ثم طلب منه ان يذبح شاة اخرى ويأتيه باطيب ما فيها، فجاء باللسان والقلب أيضا، وعندما استفسر عن ذلك اجابه الغلام: هما أطيب ما فيها ان طابا وأخبث ما فيها ان خبثا.
يا ترى ما هي طبيعة العلاقة الجدلية بين القلب واللسان، أيهما يؤثر على الآخر؟ هل اذا طاب القلب كان اللسان ترجمانه، أم العكس طيبة اللسان تهذب القلب ليكون طيبا؟
اظنني سأصل الى جدلية الدجاجة والبيضة؟ هذا اذا سلمنا ان هناك جدلية في أيهما الاصل الدجاجة أم البيضة؟
كثيرا ما تشغل هذه الجدليات ونظائرها حيزا كبيرا من الفضاء الفكري والجدلي الذي يحيط بنا، لننغمس في لزوجة ذلك الجدل فتضيع منا الفكرة الاساس. ومن ذلك جدلية أيهما المسؤول عن ما وصلت اليه المرأة في باب الحقوق كأنسان، هل هو الرجل الذي صادر حقوقها واستعبدها وأصل دونيتها في الموروث الاجتماعي والفكري والديني لتصبح جزء من حقائق البشر ومسلماتهم أم المرأة هي المسؤولة عما حدث لها؟
اعتقد ان هذه الجدلية اصعب من جدلية الدجاجة والبيضة؟ لان موضوعها اعمق من مجرد تحديد البدء في الخلقة، موضوعها الذات الانسانية وما عانت خلال مسيرة البشرية في التأريخ الانساني منذ اول أنسان على وجه الارض والى يومنا هذا. فاذا كان الرجل هو المسؤول عن هضم حقوق المرأة وما سببه ذلك من عسر في الجهاز الهضمي للمجتمع، فأين تكمن ارادة المرأة؟
واذا كانت المعرفة والتعلم هما الحجر الاساس في تكوين الشخصية، فهل نتوقع من المرأة غير المتعلمة وغير الواعية ان تكون لها ارادة؟
واذا كانت الارادة نتاج المعرفة والعلم، فكيف وصلت نساء التأريخ على تباين عصوره الى ادوار عجز الرجال عن الوصول اليها دون ان يتخرجن من جامعات او يشاركن في دورات؟
واذا سلمنا ان الرجل هو المسؤول الاول والاخير عن ظلم المرأة وسلبها حقوقها، فهل حصل الرجل على حقوقه كمواطن وانسان؟ وهل يمكن اعتباره المخلوق الاسعد؟
وهل مجرد حصول المرأة على حقوقها السياسية والاجتماعية وممارستها لادوارها المختلفة يمنحها السعادة والكمال ويجعلها قادرة على التغيير والانماء؟
فلماذا يشهد المجتمع انماطاً من النساء المتعلمات والحائزات على مناصب مهمة في مواقعهن الحياتية ولكنهن عاجزات عن التأثير فيما يدور حولهن من ظروف او أحداث؟
ويا ترى لو حدث وتبادل الرجل والمرأة الادوار ومراكز القوى فهل ستصادر المرأة حقوق الرجل وتهمش دوره، ام تجعله نظيرا لها وشريكا في بناء المجتمع؟
هل مشكلة المرأة في يومنا هذا تكمن في السلطة الذكورية للمجتمع، أم في فقدانها هويتها واستسلامها للظلم ورضوخها لما يدور حولها، وفي كثير من الاحيان استئناس لما يقع عليها من ظلم ومصادرة حرية وحقوق؟
هل تنتهي جدلية مظلومية المرأة بحصولها على مقعد في برلمان او حقيبة وزارية او شهادة جامعية؟
هل يمكن ان نصل الى مصاف الامم الكبرى عندما يصبح رئيس وزراءنا امرأة وان كانت غير قادرة على اتخاذ قرار في وزارتها او بيتها؟
هل هذا هو المهم؟
اذن ما هو المهم؟

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه