مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

نبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة والمغفرة وشهر ربيع القرآن وشهر الصيام. لا بد من التنبيه على بعض الفوارق بين هذا الشهر الكريم وغيره من الشهور، ومن هذه الفوارق هي تغير نظام الطعام والشرب،

وكيف يشرع الإنسان بالإفطار وما هو الأفضل له؛ ولأنّ للطعام تأثير واضح على الإنسان في بدنه وسلوكه يجب أن نشير إلى أمر في غاية الأهمية، وهو لابد أن يعرف الأنسان ما يأكل، ومن أين يأتي طعامه، كما جاء في كتاب الله المجيد: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ﴾.(1)

فهنا نذكر خبر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: (‌جاء قنبر مولى علي عليه السلام بفطره إليه.

قال فجاء بجراب فيه سويق عليه خاتم.

فقال له رجل يا أمير المؤمنين إن هذا لهو البخل تختم على طعامك.

فضحك علي عليه السلام.

 ثم قال أو غير ذلك لا أحب أن يدخل بطني شي‌ء لا أعرف سبيله.

ثم كسر الخاتم، فأخرج سويقاً، فجعل منه في قدح، فأعطاه إياه فأخذ القدح، فلما أراد أن يشرب قال: بسم اللَّه اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم).(2)

وكان مقصوده من الختم هو أن لا يدخل أحد من أهله في الجراب شيئا لا يعرف من أين جي‌ء به أو يزيدون عليه شيئاً.‌

ويستحب عند الإفطار أن يكثر الإنسان من الدعاء، كما جاء في الخبر عن شيخ المفيد قال الإمام أبو الحسن الكاظم عليه السلام: (دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره).(3)

ومن الأحسن أن يتناغم الإنسان مع أقرانه ولا ينفرد عنهم في حالة الإفطار، فورد عن زرارة وفضيل، عن أبي جعفر عليه ‌السلام قال: (في رمضان تصلي، ثم تفطر إلا أن تكون مع قوم ينتظرون الإفطار، فإن كنت تفطر معهم، فلا تخالف عليهم، وافطر، ثم صل، وإلا فابدء بالصلاة، قلت: ولم ذلك؟ قال لأنه قد حضرك فرضان: الإفطار والصلاة، فابدء بأفضلهما، وأفضلهما الصلاة، ثم قال: تصلي وأنت صائم، فتكتب صلاتك تلك، فتختم بالصوم أحب إلي).(4)

ويستحب للإنسان أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه كما جاء في الخبر عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه‌ السلام قال: (كان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله‌ إذا أفطر بدأ بحلواء يفطر عليها، فإن لم يجد فسكرا وتمرات، فإن أعوز ذلك كله فماء فاتر، وكان يقول: ينقي المعدة والكبد، ويطيب النكهة والفم ويقوي الأضراس، ويقوي الحدق، ويجلو الناظر، ويغسل الذنوب غسلا، ويسكن العروق الهائجة والمرة الغالبة، ويقطع البلغم، ويطفىء الحرارة عن المعدة، ويذهب بالصداع).(5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عبس: 24.

2ـ الوافي: ج 11، ص 249.

3ـ بحار الأنوار: ج90، ص 360.

4ـ وسائل الشيعة: ج 10، ص 150.

5ـ وسائل الشيعة: ج 10، ص 158.