مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية
هناك ممارسات خاطئة جداً لدى الآباء تتعلق بهذا الشأن .. فمن أكبر الأخطاء، مايفعله كثير من الآباء من إيقاع الضرب العنيف بالأبناء ـ بما لا يتناسب مع الجرم المقترف ـ بل وأحياناً حتى من غير شرح وتبيين للابن أن ما ارتكبه جرم يستحق العقاب، فقد لا يكون الطفل مدركاً للخطأ في ما يفعل.
وحين يصبح استخدام العنف عادة في التربية، فإن النتائج حتماً ستكون عكسية .. فإمّا أن تؤدي إلي اعتياد الابن لهذه العقوبة، وبالتالي لا تشكل رادعاً له، ولا تولد قناعة بالإقلاع عمّا ارتكب، وقد يدفعه العناد إلي التكرار وعدم الاكتراث !!. وإما أن تؤدي إلي اضطراب في شخصيته وتخلف في باطنه و خوفاً دائماً من اتخاذ أي قرار. .. فهو يخاف دائماً أن تأتي العقوبة وراء الفعل الذي يقدم عليه.
بعض الآباء يضرب أبناءه وهو في حالة من الغضب، فيندفع لسانه بسيل من عبارات الإهانة والاستخفاف والسباب، وربما صفع الطفل على وجهه.. وهذا خطأ لأن أكثر التشوهات النفسية يكون سببها تلقي الإهانة في وقت الطفولة.. فالعقاب النفسي أشد إيلاماً من العقاب الجسدي ـ كما بيّنت الدراسات.
ومن الأخطاء الشائعة كذلك ما تفعله بعض الأمهات؛ حيث تهدد ابنها بأن أباه سيعاقبه عندما يعود.. وهذا يجعل الأب شرطياً ـ في نظر الطفل ـ مهمته العقاب، لا صديقاً حميماً.
إن التربية عملية ذهنية في المقام الأول، الغرض منها تعديل سلوك الأبناء، فكيف يتعاطى معها الآباء وهم في حالة من عدم التوازن والغياب العقلي كتلك التي ينشؤها الغضب؟؟.. إن العملية التربوية تقتضي أن ينظر المربي في الفعل الخطأ وفي التصرف المناسب الذي يجب أن يقوم به لتعديله، فلكل فعل ظرفه، ومن غير المنطقي أن يكون لجميع الأخطاء علاج واحد، هوالضرب.