مجلة ريحانة الالكترونية

كيف تخبرين طفلك الأول بأنك حامل حسب عمره؟

أن تصبحي أماً للمرة الثانية أمر مفرح جداً وخبر رائع يفرح كل أفراد عائلتك، لكن ماذا عن طفلك الأول؟ كيف سيتلقى الخبر وما هي ردة فعله؟ هل أنت خائفة ومحتارة حيال الطريقة التي يجب أن تكلميه بها عن هذا الخبر السعيد؟ إليك الطريقة الأمثل لنقل خبر حملك الثاني الى طفلك البكر بحسب عمره.

بين السنة و 3 سنوات

في هذه السنوات لا يمكنك أن تصدقي كم يكون الطفل متقبلاً لأي تغير! لأنه بريء جداً ولا يعلم تأثيرات الأمور التي تحدث من حوله. لذلك هذه الفئة العمرية من الأطفال هي الأسهل في نقل خبر حملك لها ، لأنهم سيتقبلونه وبكل فرح. فالطفل في هذا العمر ليس واعياً بما يكفي لتحليل هذه التغيرات، وبأن أمه ستكون منشغلة أكثر بالمولود الجديد وعندما يكبر المولود سيشاركه في ألعابه ولحظاته السعيدة وحتى من الممكن أن يشاطره غرفته الخاصة. إذاً لا يتأثر الطفل في هذا العمر كثيراً.

لذلك حين تنقلين هذا الخبر كوني بسيطة وأخبريه الأمور كما هي، فقط قولي له "يوجد هنا طفل صغير وهو يكبر بداخلي وعندما يصبح كبيراً كما يجب، سيخرج ويبقى معنا دائماً وسيكون أخ أو أخت لك".

لأن طفلك في هذا العمر ليس ناضجاً بما فيه الكفاية لفهم فكرة نمو إنسان حقيقي في رحمك، حاولي قدر المستطاع ألاّ تتحدثي عن طفلك الثاني مع شخص آخر أمامه، لأن هذا الأمر سيزعجه بالتأكيد.

لهذا، مع تقدمك في الحمل يجب عليك أن تقومي دائماً وبشكل متواصل بتحضير طفلك الصغير لهذا الحدث المهم في حياتك وحياته كي لا يشعر بأي تغيّرات عند قدوم مولودك الى هذا العالم.
بين 3 و 5 سنوات
لكل فئة عمرية تحديات خاصة بها تتعايشن معها. لكن الطفل في هذه الأعمار يمر في تغيرات عاطفية، فكرية وإجتماعية كبيرة. ما يجعله أكثر وعياً وإدراكاً لمفاهيم وأمور معيّنة في الحياة، لكنه لا يسيطر على مشاعره، وهو يكتشف العالم من حولهم. لكن ماذا تتوقعين إذا كانت من ضمن إكتشافاته حملك بطفل أخر؟

في حال كنت تتوقعين أنه سيطرح الكثير من الأسئلة عن الحمل والطفل فأنت تظنين بأن طفلك كبير جداً لكن في الحقيقة، في هذا العمر أنت من عليك أن تشجعي طفلك على طرح الأسئلة مهما كانت كبيرة أو صغيرة مهمة أو لا. لذلك أخبريه بحملك دون أن تدخلي معه بالكثير من التفاصيل لأنه قد يتخيل أمور سلبية عن الطفل، إضافة الى ذلك، التفاصيل التي ستزوديه بها لن يستطيع فهما كما يجب، لذلك لا تشغلي فكره بأمور ليست من شأنه.

لكن عليك أن تتوقعي حدوث تقلبات في مزاجه فبرهةً تريه متحمساً لقدوم طفلك الثاني، ويضع بنفسه خطط مستقبلية لهما، وبرهةً يصبح غاضباً من هذه التغيرات ولا يتقبلها. لذلك، لا تضغطي عليه وجاريه على قدر استعابه، ولا تشعريه بالسوء تجاه هذه المشاعر التي يكنها لأنها ليست ثابتة.
بين 5 و 12 سنة

إذا كنت تعتقدين أن طفلك في هذا العمر أصبح ناضجاً وواعياً بما فيه الكفاية لتقبل فكرة حملك بطفل آخر غيره، فعليك إعادة التفكير جيداً بهذه النظرية.

في هذا العمر يصبح طفلك أوعى ويستطيع تحليل ما يجري من حوله، لكن تغيير كهذا قد يشعره بعدم الأمان والاستقرار. لأن من منطلق تفكيره، لقد كان مركز الإنتباه والإهتمام لفترة طويلة وفكرة مشاطرته هذه الأمور مع شخص آخر تثير غيرته وتحزنه. لذلك عندما تخبريه أنك حامل، عليك توقع كم هائل من الأسئلة تدور حول "ماذا لو...؟" ماذا لو كسر ألعابي؟ ماذا لو انشغلت عني كثيراً للإهتمام به ولم يعد هناك وقت كي نعلب أنا وأنت معاً؟ ...

لذلك إجلسي مع طفلك حاوريه واسأليه عن الأمور الذي تربك تفكيره وتزعجه في فكرة حملك والطفل الثاني. لكن لا تقولي له أبداً أنه لا يجب أن تشعر هكذا أو تفكيرك خاطئ، لأنه بعد ذلك لن يخبرك بما يفكر.

مع تقدمك في الحمل وتراكم الأمور التي يجب أن تحضريها للمولد الجديد، إجعليه مساعدك الأول كي يشاركك في هذه التحضيرات ما يشعره بالمسؤلية وبأن قراره له أهمية كبيرة عندك وأنه الأساس في العائلة، لكن لا تجعلي موضوع المولود مركز أحاديثك معه، لأنه سيشعر عندها بقلة الاهتمام.

بالتأكيد إنه من الصعب التعامل مع الأطفال وتقلباتهم العمرية لكن يجب دائماً عليك مراعاتهم وتفهمهم لأنهم أطفال، وهم بحاجة ماسة ودائمة لإعطائهم من وقتنا واهتمامنا، إذا كوني الأم المثالية من خلال اتباعك الطرق التي قدمناها لك عند حملك بالطفل الثاني.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه