مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

انّ للصدقة دورا في تطمين الخواطر وتبديد المخاوف عند السفر ، عن عبدالرحمن بن الحجاج

، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « تصدق واخرج أيّ يوم شئت » (١).
ويبدو من أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه وسّع من دائرة الصدقة ، لتشمل الغني فضلاً عن الفقير ، ولكن ليس بمعناها المادي بالضرورة ، فهو يعتبر كل معروف صدقة ، فيكون المعروف كالواحة الوارفة الظلال لمبدأ التكافل ، وفي هذا الجانب يقول : « كلّ معروف صدقة إلى غنيّ أو فقير ، فتصدّقوا ولو بشقّ تمرة » (٢).
والصدقة قد تكون معنوية ، ككف الأذى عن الغير ، بدليل قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذرّ الغفاري رضي‌الله‌عنه : « تكفّ أذاك عن الناس ، فإنه صدقة تصدّق بها عن نفسك » (٣).
وعمّقت الشريعة مسألة الصدقة بربطها مع الإنسان منذ ولادته ، فقد ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه لما حلّق شَعْرَ ريحانتيه الحسن والحسين عليهما‌السلام بعد ولادتهما ، تصدق بزنة أشعارهما فضة (٤).
هذا ، ومن الآيات المشيدة بصدقة ولي الله الأعظم وخليفة الرسول الأكرم ، قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٥).
فقد أجمعت الأمة على أنّ هذه الآية نزلت في حقّ أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، لما تصدق بخاتمه في المسجد على أعرابي وهو راكع (6) ، في حين تصدّق غيره من الصحابة بأربعين خاتماً طمعاً بأن ينزل فيه وحي ، ولكن لم ينزل شيء بحقّه البتة.
**************************
(١) الكافي ٤ : ٢٨٣ / ٤ باب القول عند الخروج من بيته وفضل الصدقة ، من كتاب الزكاة.
(٢) الأمالي / الشيخ الطوسي : ٤٥٨ / ١٠٢٣ المجلس السادس عشر.
(٣) النوادر / الرواندي : ٨٧.
(٤) مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام / الكوفي ٢ : ٢٧٢.
(٥) سورة المائدة : ٥ / ٥٥.
(6) مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب ٢ : ٢٠٨ ، المطبعة الحيدرية في النجف ـ ١٣٧٦ ه‍.