مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

الإسلام ليس مجرد تفكير وتدبر ، وليس مجرد خشوع وتذلّل للّه تعالى ، وليس مجرد التوجه إلى اللّه تعالى للفوز بالجنان والنجاة من النيران ، بل هو ـ مع ذلك ـ العمل الايجابي الذي ينشأ عن هذا التفكير وعن هذا الخشوع وهذا التوجّه ، ليكون كلُّ ذلك واقعا حركيا ملموسا ، ولا يتحقق ذلك إلاّ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي يهيئ الأجواء لتحويل النظرية والمفاهيم العقائدية والقيم التشريعية والسلوكية إلى واقع

.

ومن هنا ففضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مساوقة للدور البارز والإيجابي المهم الذي يقوم به.

ففي وصية رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمير المؤمنين عليه‌السلام قال : « يا عليّ لأن يهدي اللّه على يديك نسمة خير ممّا طلعت عليه الشمس »

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أفضل الأعمال بعد الصلاة المفروضة ، والزكاة الواجبة ، وحجة الإسلام ، وصوم شهر رمضان : الجهاد في سبيل اللّه ، والدعاء إلى دين اللّه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر »

وبنحو ذلك قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق »

وبما انّ للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دورا كبيرا في خلق الأجواء لاقامة الفرائض والسنن بما في ذلك الجهاد ، فقد وصفه أمير المؤمنين عليه‌السلام بالقول : « ... وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل اللّه ، عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلاّ كنفثةٍ في بحر لُجِّيّ ، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرِّبان من أجلٍ ، ولا ينقصان من رزقٍ ، وأفضل من ذلك كلّه كلمة عدلٍ عند امام جائرٍ »

ومن أجل اثبات فضيلته نرى الإمام الحسين عليه‌السلام يتوجه إلى العراق تاركا مراسيم الحج ، فيخرج في يوم التروية ؛ ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

وبما انّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أعمدة الإسلام ، جعله رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مساوقا للصلاة ، فقال : « أمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر صلاة »

ومن الفضائل أنْ جعله رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدقة ، فعن أبي ذر رضي‌الله‌عنه قال : إنَّ اُناسا قالوا : يا رسول اللّه ذهب أهل الدثور ـ يعني المال الكثير ـ بالاُجور ، يصلّون كما نصلّي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم.

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أوليس قد جعل اللّه لكم ما تصدّقون به؟ إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة ، وبكل تكبيرة صدقة ، وبكل تحميدة صدقة ، وبكلِّ تهليلة صدقة ، وأمرٌ بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة »

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما تصدّق مؤمن بصدقة أحبُّ إلى اللّه من موعظة يعظ بها قوما ؛ يتفرّقون وقد نفعهم اللّه بها ، وهي أفضل من عبادة سنة »

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما أهدى المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة ؛ تزيده هدى ، أو تردّه عن ردى »

وتتجسد فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن جعله اللّه تعالى بابا إلى الرحمة والفلاح ، وجعل تركه سببا لنزول العقاب والعذاب في دار الدنيا ، وفي دار الآخرة.