مجلة ريحانة الالكترونية

عندما نرى الدنيا بالأبيض والأسود

عمى الألوان يعني عدم القدرة على رؤية اللّون الأحمر أو الأزرق أو الأخضر أو مزيجها سوياً، وهو لا يؤثر في قوة العين أو في مدى رؤيتها.

واضطراب رؤية اللون من الممكن أن يؤثر على حياة الشخص بأكملها، حيث تجعل من الصعب عليه الانغماس في وظيفة ما يتكسّب منها، وخاصة الوظائف التي تحتاج إلى مهارات في التعامل مع الألوان كشركات الطلاء، ومصانع النسيج.. وغيرها.

 

السبب وراثي عمى الألوان مرض وراثي لكنه قد يتجاوز جيلا, فيورّثه جد لحفيده، كما أنه مرتبط بالجنس، حيث يورّث من الأب لأبنائه الذكور غالبا دون الإناث (تبلغ نسبة إصابة الرجال 8-10%، ونسبته عند النساء 1-0.4%).

فلا تصاب الإناث إلا إذا كان الخلل الوراثي موجوداً عند الأب والأم معاً.

 

والإنسان العادي يُبصر الأشياء حوله بوقوع الضوء عليها وانعكاسه على العين ليقع على الشبكية التي تحوّل طاقة الضوء إلى إشارات كهربائية تعبر إلى المخ عن طريق العصب البصري والذي يترجمها بدوره إلى ما نراه من حولنا وبالألوان.

ففي شبكية العين يوجد نوعان من المُستقبلات: (العُصيات)، (الأقماع، أو الخلايا المخروطية).. العُصيات مسؤولة عن البصر الأبيض والأسود ونستخدمها أكثر في الظلام, والأقماع مسؤولة عن البصر بالألوان أو رؤية وتمييز الألوان عن بعضها البعض.

 

القمع إما أن يحتوي على صبغة حساسة للأزرق أو الأحمر أو الأخضر, ويمتصّ موجات ضوء ذات طول مُعيّن.. فالأقماع التي تمتصّ موجات الضوء القصيرة, تمتصّ الضوء الأزرق (تميز اللون الأزرق) والأقماع التي تمتصّ موجات الضوء المتوسطة تمتصّ الضوء الأخضر (تميز اللون الأخضر), والأقماع التي تمتصّ موجات الضوء الطويلة تمتصّ الضوء الأحمر (تميّز اللون الأحمر).

 

يذكر أن الأزرق والأحمر والأخضر هي الألوان الأساسية التي تتكوّن منها جميع الألوان, فبإثارة تركيبات مُختلفة من هذه الأقماع نرى الألوان باختلافها وتنوّعها من حولنا.

ويحدث عمى الألوان عندما لايكون لدى الشخص أحد أنواع هذه الأقماع -أو موجودة- ولكنها لاتعمل بالشكل الصحيح، ويُترجم عمى الألوان في عدم القدرة على رؤية أحد الألوان الرئيسية الثلاثة من الأحمر أو الأخضر أو الأزرق، أو قد يراها المصاب بألوان أخرى مختلفة عن لونها الأصلي أو بدرجة مختلفة، وهذا الاضطراب المتعلق بحاسة الإبصار لايتغير بمرور الوقت، ويؤثّر على كِلْتَا العينين.

 

عمى الألوان المكتسب في بعض الحالات قد يكون سبب عمى الألوان بعيداً عن العوامل الوراثية، أي أنه يكون مكتسبا، وقد يؤثر على عين واحدة أو كلتا العينين لكن ليس بنفس الدرجة، ويمكن تصحيحه في بعض الحالات.

 

ومن أشهر أسبابه: التقدم في السن. مشاكل في العين (المياه الزرقاء، المياه البيضاء، اعتلال الشبكية بسبب مرض السكري، وتدهور المقلة). إصابة في العين. آثار جانبية لبعض الأدوية. الإفراط في التدخين أو الكحول.

 

بحسب نوع الخلل في الخلايا المخروطية فإنه يمكن أن نشاهد ثلاثة أنواع من عمى الألوان:

1- عمى الألوان الكامل، وفيه تغيّب الأقماع كلياً من شبكية العين، والمصاب بهذا النوع يرى الحياة كلها بلونين فقط، هما الأسود والأبيض، وهذا النوع نادر الحدوث.

2- عمى الألوان (الأحمر - الأخضر)، وينتج عن غياب الأقماع الحساسة للّون الأحمر أو الأخضر. وهذا النوع أكثر أنواع عمى الألوان شيوعاً.

3- عمى الألوان (الأزرق)، وهذا ينشأ عن فقدان الخلايا الحساسة للّون الأزرق.

 

الأعراض رؤية العديد من الألوان، لكن لايعلم المصاب أنه يراها بشكل مختلف عن الآخرين.

يستطيع المصاب رؤية القليل فقط من درجات اللون في حين أن غالبية الأشخاص تستطيع رؤية الآلاف من الدرجات.

في الحالات النادرة يمكن رؤية الأسود والأبيض والرمادي فقط.

 

التشخيص سهل توجد اختبارات تقيس قدرة الشخص على التعرف إلى الألوان المختلفة، وفى إحد هذه الاختبارات (اختبار إشيهارا) يتم مطالعة كتيّب اختبار صغير يحتوي على دوائر صغيرة ملونّة، تحمل بعض هذه الدوائر لوناً مختلفاً يشكّل رقماً معيناً، لذا فالشخص المصاب بعمى الألوان لايستطيع تمييز الرقم، حيث تبدو له الدائرة كلون واحد، وهذا الاختبار يشتمل على 12 نموذجاً، تستطيع تأكيد إصابة الشخص بالمرض من عدمه، كما أنها تحدد شدة الإصابة وخطورتها، وتكمن سهولة الاختبار كذلك في إمكانية تحديد المرض عند الأطفال أيضاً، وبوسع الطبيب من خلال هذا الاختبار التعرف إلى اللون الذي لايتعرف إليه المصاب.

 

وهناك اختبار آخر يقوم فيه الشخص بترتيب شرائح لها نفس اللون مع بعضها، والمصاب الذي يعاني من عمى الألوان ليس بوسعه ترتيب هذه الشرائح بشكل صحيح.

العلاجات المتاحة عمى الألوان الموروث لايمكن تصحيحه أو علاجه، أما عمى الألوان المكتسب فيتم علاج بعض الحالات منه، وذلك حسب كل حالة، فعلى سبيل المثال: إذا كان الماء الأبيض هو السبب في عدم القدرة على تمييز اللون، فبعد إجراء جراحة الماء الأبيض سيستعيد الشخص قدرته الطبيعية على رؤية الألوان بإذن الله تعالى.

 

وإذا كان دواء بعينه هو سبب عمى الألوان فيتم التوقف عن أخذ هذا الدواء.

كما توجد بعض الحلول المساعدة لاضطراب رؤية اللون وذلك بارتداء العدسات اللاصقة الملونة أو عدسات النظارات الملونة أو ارتداء النظارات التي تعوق الوهج من الضوء الساطع، فالشخص الذي يعاني من عمى الألوان يستطيع الرؤية بشكل أفضل عندما لايكون الضوء ساطعاً.

الطفل المصاب والدراسة فحص الطفل منذ الصغر مهم جداً، لاكتشاف مدى إصابته بعمى الألوان، لأن الطفل ينجذب  أكثر إلى عالم المرئيات، كما أن معاناة الطفل من عمى الألوان قد تجعل من الصعب عليه التعلم والقراءة وهو في بداية طريقه لاكتساب مهارات المعرفة التي تثقل عقله كلما كبر في السن، مما يؤدي إلى تحصيل ضعيف وافتقاده الثقة بنفسه.

 

يمكن مساعدة الطفل المصاب من خلال:

التأكد من أن الطفل تم فحصه لاضطراب عمى الألوان أثناء الزيارة الدورية لطبيب العيون، فكلما تم التعرف إلى المشكلة مبكراً كانت فرص المساعدة أفضل بكثير.

إخبار المعلمين بمشكلة الطفل من أجل أن يجلس في مكان ملائم لايوجد فيه وهج ضوئي إلى حد يبهر البصر من الضوء الساطع، واستخدام لون من الطباشير يستطيع الطفل رؤيته، والابتعاد عن الطباشير الأصفر على السبورة التي لها لون أخضر.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه