مجلة ريحانة الالكترونية

عاشروهنّ بالمعروف

لكي تسير قافلة الزواج على شكل صحيح حتى تصل الى مكانها المطلوب، يجب أن يقود هذه القافلة من يتحمل مسؤلية جميع أفراد القافلة، فالقائد يجب أن يكون في أعلى درجات الصبر والحلم، ويتحمل الصعاب، ولابدَّ من إعطاءه حقوقه الكاملة في انتخاب الطريق،

ولعل أول حق منحه الله تعالى للزوج هو حق القيمومة، فيقول تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ).(1)

فحقُّ القوامة استمدَّه الرجل من تفوّقه التكويني على المرأة، وأيضاً من تحمّله لتكاليف المعيشة الشاقة .

ولكن قيمومة الرجل لا تبيح له التسلط والخروج عن دائرة المسؤولية إلى دائرة التحكم والتعامل القسري مع الزوجة؛ لأن ذلك يتصادم مع حق المرأة في المعاشرة الحسنة، والذي أشار إليه القرآن صراحة في قوله تعالى: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ).(2)

نعم، هناك حقوق على الزوجة يجب عليها أدائها حتى ترضي الزوج، فعند ذلك يرضى الرب عنها، فمن أعظم الحقوق حق طلب الأذن من الزوج في الخروج من البيت، كما جاء في خبر عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر عليه‌ السلام قال: « جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ؟

فَقَالَ لَهَا: أَنْ تُطِيعَهُ وَلَا تَعْصِيَهُ، وَلَا تَصَدَّقَ مِنْ بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، ولَاتَصُومَ تَطَوُّعاً إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلَا تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلى ظَهْرِ قَتَبٍ،[٣] وَلَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَإِنْ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ، لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الْأَرْضِ وَمَلَائِكَةُ الْغَضَبِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ حَتّى تَرْجِعَ إِلى بَيْتِهَا.

فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَقّاً عَلَى الرَّجُلِ؟ قَالَ : وَالِدُهُ.

قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَقّاً عَلَى الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: زَوْجُهَا،

قَالَتْ: فَمَا لِي عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ مَا لَهُ عَلَيَّ؟ قَالَ: لا، وَلا، مِنْ كُلِّ مِائَةٍ وَاحِدَةٌ».(4)

فعلى الزوجة أن ترضي زوجها، وتعاشره بالمعروف، وتأخذ منه الأذن في الخروج من بيتها؛ لكي تذهب إلى مجالس العزاء أو إلى المسجد لأداء الصلاة أو الاستماع إلى المحاضرة الدينية والثقافية؛ لكي تحصل على الثواب الجزيل. وعلى الزوج أيضا أن يتساهل مع الزوجة في هذه الأمور؛ لكي يحصل هو أيضا على الثواب الجزيل، ويجب على الطرفين أن يتكلما في جميع الأمور، وتكون روح الاحترام هي الغالبة في الحديث بينهما؛ لكي يحصلا على السعادة؛ لأن سعادة كل أحد منهما متوقفة على سعادة الآخر.

ــــ

1ـ النساء : ۳۴ .

2ـ النساء : ۱۹.

1ـ الرَّحْلُ الصغير على قدر سَنام البعير

4ـ الكافي: ج 11، ص162.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه