مجلة ريحانة الالكترونية

ظاهرة السرقة عند الاطفال

مشكلة السرقة:
السرقة خُلُق يُكتسب ولا يورث. وتتمثل بالاعتداء على ممتلكات الآخرين دون حق... وهي من الأمور التي يعلّق عليها المجتمع أهمية كبرى، حيث يلاحق القانون أصحابها ويعاقبهم.

أسبابها:
السؤال الذي يُطرح : لماذا يسرق الصغير؟

الجواب:
فضلاً عن حُسن التربية أو سوئها، يمكن تخصيص الأسباب بالأمور التالية:


1 ـ بعض الأطفال لايتدربون ـ في مقتبل عمرهم ـ على التمييز بين ما هو لهم وماهو للآخرين، فكل الأشياء هي في متناول يدهم، ولا أحد يعترضهم إذا ما تصرّفوا في أملاك غيرهم...
هذا اللون من التصرف والمعاملة سيتحول إلى عادة، قد ترافقهم في المستقبل حينما ينخرطون في المجتمع.
2 ـ قد يرى الطفل أهله يتصرفون في أدواته دون موافقته، فينطلق إلى التصرف بأدوات الآخرين دون رضاهم.
3 ـ قد يقتبس الطفل عادة السرقة من:
أ ـ آبائه أو رفاقه الذين اعتادوا هذه العادة السيئة .
ب ـ البرامج التلفزيونية التي تبرز مواقف القوة عند اللصوص، فيقلدونهم؛ لتيحوّلوا بعدها إلى سارقين محترفين.
4 ـ كثير من الرغبات والحاجات لاتوفرها البيئة للطفل، وحينما يشعر بإلحاحها، يسعى إلى الاستجابة لها بأية وسيلة، حتى بالسرقة.
5 ـ قد يقصد الطفل السرقة؛ للانتقام والأخذ بالثأر، فإذا ما أغضبه طفل وجرح كرامته وكبرياءه، عمد إلى إغاظته بالاستيلاء على بعض حاجياته.
6 ـ الغيرة قد تدفع الطفل إلى السرقة؛ حين يرى رفاقه ينفقون الأموال، ويلبسون الملابس الفاخرة، وهو يفتقر إلى ذلك كله، فيعمد إلى السرقة؛ من أجل أن يجاريهم في طريقة حياتهم.

ردود فعل الأبوين أمام سرقة الطفل:
أمام ظاهرة السرقة عند الطفل، يقف الآباء موقفين خاطئين، من شأنهما أن يهدّما شخصيته:
1 ـ موقف الدفاع عن التّهمة الموجّهه للطفل دون محاولة البحث عن السبب والحقيقة.
2 ـ موقف العنف الشديد، الذي يذلّ الطفل ويلاحقه بالعقاب والإهانة والتشهير.
وعلى هذا الأساس عليهم أن يتّخذوا موقف الطبيب الذي يبحث عن سبب الداء؛ ليصف الدواء .
والطبيب عادة يمارس أسلوبين للعلاج:

1 . الأسلوب الوقائي:
ـ أن نربّي الطفل على محبة الله تعالى، والرغبة في ثوابه والخوف من عقابه، والشعور الدائم برقابته وحضوره، فيمتثل لما يأمر وينهى في كل أقواله وأفعاله.
ـ أن نحبب له الأمانة، ونشرح له آثارها الإيجابية ونبغّض له الخيانة، ونبيّن له آثارها السلبية، وممكن أن يكون ذلك عبر القصص الهادفة.
ـ أن نعوّده على احترام ملكية الآخرين، فنحترم ملكيته، ونجعله يميّز بين ما له وما لغيره.
ـ أن نستجيب لبعض حاجاته المشروعة ما أمكن.
ـ أن نكون له القدوة في كل أخلاقنا وممارساتنا.
ـ أن نبعده عن رفاق السوء، وعن الأفلام (البوليسية) التي تظهر قوّة السارق وذكاءه.

1 ـ الأسلوب العلاجي:
ـ إذا حصل أن مارس الولد السرقة، فما هو علاجه؟ هل نستخدم العنف؟.. أم هناك وسيلة أخرى؟
الضرب والإهانة والتشهير أساليب تجرح كرامة الطفل، وتثير حقده وغضبه، وقد تسبب لديه ردود فعل عسكيّة، تحوّله إلى ثائر حاقد، وسارق محترف؛ لذا من الواجب اعتماد أساليب أخرى أكثر فعالية وأشد تأثيراً، منها:
ـ أن نفهمه آثار فعله المهين على صعيد سمعته وسمعة أهله.
ـ أن نبدي له الغضب والاشمئزاز الشديدين، بحيث يشعر بضخامة الذنب الذي اقترفه.
ـ أن نخوّفه من غضب الله تعالى؛ ليطلب التوبة.
ـ أن يرجع كل ما أخذه إلى أصحابه. أما إن تصرف بها، نلجأ إلى شرائها من ماله الخاص لإرجاعها، وبذلك يشعر بعدم حصول أية فائدة من عمله.
في حال عدم النجاح في شفاء الطفل من هذه العادة الذميمة، يجب التعاون بين الأسرة والمدرسة في هذا الشأن، وإلاّ فيستشار طبيب نفسي؛ لمعالجة الأمر.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه