مجلة ريحانة الالكترونية

طاعة الزوجة ؟ ام طاعة الام ؟

الزواح ميثاق الهي ويجب على المراة والرجل (الذين يوقعان) هذا الميثاق ان يتعهدا

بتنفيذ بنود هذا الميثاق والالتزام والوفاء به ويقبلا بالشروط التي يتضمنها ويلتزما بها لكي يبقى هذا العقد (الميثاق) المقدس قويا وثابتا . فبموجب هذا الميثاق الالهي تتعهد المراة باطاعة الرجل (الزوج) . عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : (ان رجلا من الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في بعض حوائجه فعهد الى امراته عهدا ان لا تخرج من بيتها حتى يقدم . قال : وان اباها قد مرض فبعثت المراة الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تستاذنه ان تعوده فقال : لا اجلسي في بيتك واطيعي زوجك قال : فثقل فارسلت اليه ثانيا بذلك فقال : اجلسي في بيتك واطيعي زوجك قال : فمات ابوها فبعثت اليه ان ابي قد مات فتامرني ان اصلي عليه فقال : لا اجلسي في بيتك واطيعي زوجك قال : فدفن الرجل فبعث اليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ان الله قد غفر لك ولا بيك بطاعتك لزوجك) (1) .
فعندما تدرك المراة واجبها الالهي هذا تكسب ود ومحبة زوجها الذي يقوم بدوره بخدمتها بمزيد من المحبة ويؤدي واجباته والتزاماته تجاهها بشكل افضل وبمزيد من الوفاء والاخلاص . والمراة باطاعتها لزوجها انما تطيع الله تبارك وتعالى ـ الذي جعل الرجل قيما ومسؤولا عن شؤون البيت والاسرة وتكسب محبة الله لها ورضاه تبارك وتعالى عنها وبالتالي الفوز بالجنة والسعادة الابدية في الاخرة . وايما امراة صبرت وتحملت من اجل طاعة زوجها اعطاها الله مزيدا من الخير والثواب جزاء لصبرها وطاعتها لزوجها . اذن فان افضل واعقل امراة هي تلك التي تقبل ان يكون زوجها مسؤولا عن البيت ومديرا للاسرة وترفض تدخل الاخرين في شؤون بيتها واسرتها وتقيم حياتها الزوجية على اساس التفاهم مع زوجها . هكذا تكون النساء المؤمنات الصالحات الكفؤات ، فهن يطعن ازواجهن وصولا الى طاعة الخالق جل وعلى ويتجنبن المعاصي والعناد والتمرد على الزوج ولا يكترثن بما يقوله هذا وذاك . فالبيت الذي يكون مشرقا وسعيدا وهانئا بوجود امراة كهذه فيه ، مثل هذا البيت يسوده النظام والرضا والمحبة والاحترام المتبادل والقيم الخلقية السامية . حيث يشعر كل من الزوج والزوجة بحلاوة ولذة الحياة الزوجية ويربون اولادا صالحين يتمتعون بالصحة والسلامة .
ولكن ما يهدد هذا التفاهم والرضا والمحبة بين الزوجين هو التدخل الذي لا مبرر له من قبل اقارب وذوي الزوجة واحيانا تدخل بعض الجاهلات الحسودات من امهات الزوجات . الرسالة التالية التي وصلتنا من احدى الاخوات الكريمات تبين بوضوح كيف ان ام الزوجة اذا كانت جاهلة وغير واعية وحسودة فانها تدمر حياة ابنتها وتقضي على سعادتها الزوجية .
الرسالة : . . . انني فتاة ادرس في كلية الطب . تزوجت منذ حوالي عام واحد ، اني البنت الوحيدة في العائلة لدي شقيقان يواصلان دراستهما ونظرا لكوني الابنة الوحيدة في العائلة وقد فقدت والدي الطيب الكادح قبل عامين ، فان والدتي اصبحت تنتظر وتتوقع مني الكثير . فهي دائما تقول : يجب ان تتزوجي الرجل الذي يعجبني والذي اختاره بنفسي . لان شقيقيك سوف يتزوجان ونظرا لان اخلاقي لا تتلاءم مع زوجتيهما فساضطر للعيش معك ومع زوجك المستقبلي ، اذن كوني على علم بانك لا يحق لك اختيار زوجك . وفي النهاية تم الزواج بعد ان اضطرت والدتي للموافقة عليه نتيجة اصرار شقيقي وتدخلهما في القضية . ولكن منذ الايام الاولى لزواجي بدات والدتي بايجاد المشاكل ووضع العقبات امامي . فلدى شرائنا متطلبات الزواج المختلفة فرضت والدتي على اهل العريس الكثير من النفقات الباهظة بحيث اثقلت كاهلهم وجعلتهم يشعرون بالذل والهوان واني الان اخجل من نفسي عندما اتذكر تصرفاتها تلك . فعلى سبيل المثال طلبت والدتي اقامة حفل زواج كبير جدا وجعلت زوجي ينوء تحت عبء الديون ، ويشهد الله باني لم اكن ارغب بذلك ولم اكن اريد اقامة مثل هذا الحفل ولكن كل ذلك انقضى على ما يرام بفضل الاخلاق السامية التي يتمتع بها زوجي ووالدته وانسانيتهما ومحبتهما وشهامتهما العالية التي تبعث على الاعجاب والتقدير .
. . . ورغم كل المشاكل والصعوبات فقد مرت الاشهر الاولى من زواجنا بخير وسلام وبدانا انا وزوجي ووالدته حياتنا بمحبة وتفاهم ووئام تام . ولكن والدتي كانت تنغص على حياتي . فهي تتحدث باستمرار عن طريق الهاتف وتذهب وتجيء وتسمي بيتي زريبة حيوانات وتقول : اني لم ازوج ابنتي لكي يجعلوا منها خادمة ويستخدموها للعمل والسخرة . لقد كانت تحقرني وتهينني دائما وتفضحني امام صديقاتي وتذكرني امامهن بسؤء كانت تقول لي : انت التي توشكين ان تصبحي . . . على الاقل كان بوسعك ان تتزوجي طبيبا مثلك . . . يجب عليك ان لاتسمعي كلام زوجك . بل عليك ان تطيعيني وتسمعي كلامي انا . . .
ان زوجك وامه يريدان ان تكوني خادمة لهما ، عليك ان تطردي امه من بيتك . فاقول لها : يا امي العزيزة ! علي ان اجد واعمل لادارة شؤون البيت . فادارة شؤون المنزل من واجبي ، كما ان من واجب زوجي السعي والعمل في خارج البيت لتامين نفقات البيت والاسرة ، وثانيا ، اين تذهب والدته اذا طرتها من البيت ؟! ليس عندها الا هذا الابن ويجب ان تعيش معه الى جانب ذلك فهي امراة طيبة وعاقلة ومؤمنة منشغلة بالعبادة وتلاوة القران واني افخر واعتز لكوني اقوم بخدمتها .
بالله عليكم ، انصحوا مثل هؤلاء الامهات وقولوا لهن بان لا يتسببن في شقاء اولادهن وتدمير حياتهم . لماذا بدل ان تنصحني والدتي وترشدني وتوجهني وتقول لي : هذه احسن فرصة لتطلبي الطلاق من زوجك . لانك لم تنجبي منه طفلا بعد . اني سابحث لك عن زوج اخر ؟ اني قلت واقول لوالدتي باني لا اتخلى عن زوجي ابدا . . . فتقول لي والدتي : اني لا ارضى عنك واشكوك الى الله واعتبرك عاقة : قولوا لي ماذا افعل ؟! هل علي ان اطيع والدتي ام اطيع زوجي ؟ . . .
ايتها الاخت الفاضلة :
1ـ ان كسب رضا الوالدين واطاعتهما ياتي في الاولوية طالما انك لم ترتبطي بعقد الزواج اما بعد الزواج فان حسن التبعل يصبح من اهم وظائفك كما يصبح حق الزوج من اعظم الحقوق عليك . اذن يجب عليك ان تتفقي وتتفاهمي مع زوجك وتطيعيه لا ان تطيعي والدتك .
2ـ قولي لوالدتك بكل احترام يا امي العزيزة ! الان وقد تزوجت من هذا الشاب وقبلت به ليكون شريك حياتي علي ان اصبر واتحمل معه حلو الحياة ومرها واكسب وده ورضاه واحترام ميثاق الزواج بكل جد وصدق واخلاص . صحيح ان زوجي ليست فيه كل الصفات الحسنة ولكنه الرجل الوحيد الذي اعرفه وافضل من تقدم لي ، لقد عقدت معه ميثاق وانا وفيه لهذا الميثاق . نريد ان نعيش معا ونكون لدى بعضنا بعضا اخلاقا جيدة واذا ما واجهنا مشكلة في الحياة نعمل معا على حلها بالتعاون فيما بيننا ان كل حياة زوجية تبدا ببعض الصعوبات والمشاكل ولكن العشق والمحبة من شانهما ان يذللا الصعوبات والعقبات ويعوضا عن النقائص كما ان الجهود والمساعي المشتركة فيما بيننا تحد من المشاكل والصعوبات شيئا فشيئا .
3ـ يظهر من خلال رسالتك القيمة بانك امراة عاقلة وواعية وذكية ، فحاولي باسلوب رصين من خلال فهم والادراك الجيد للامور ان تجدي الحل الافضل والامثل وحاولي بشكل خاص تجنب الشجار والنقاش الحاد مع والدتك . عليك ان تفهميها بتعاملك معها بادب واحترام بانك لا توافقين على وجهات نظرها الخاطئة وتدخلها غير المناسب في شؤونك وانك لن تياسي من الحياة ولن تختلفي وتتنازعي مع زوجك ووالدته وبهذه الطريقة تفهم والدتك بان جميع تصرفاتها واقوالها عديمة الفائدة ولا جدوى منها حيث تبدا بالتدريج في التقليل من تدخلها غير المبرر في شؤونك .
4ـ قولي لشقيقيك بان عليهما الاهتمهام بوالدتهما فهذا من اهم واجباتهما ولا سيما بعد وفاة والدهم فان والدتهما تشعر بالوحدة وهنا يبدو اكثر الحاحا وضرورة قيامهما بهذا الواجب ، واجب رعاية الام والاهتمام بها . ذكري شقيقيك واوصيهما بان يظهرا المحبة والعاطفة لوالدتهما اكثر من ذي قبل ويعتنيا بها ويقوما على خدمتها اكثر فاكثر ويطمئناها الى انهما لم ولن يتركاها وحدها . نساله تعالى ان يعرفنا على حدود واجباتنا ووظائفنا ويوفقنا للعمل بما عرفناه من واجباتنا واحكام ديننا .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وسائل الشيعة ج 14 باب وجوب طاعة الزوج على الزوجة ص 125 .

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه