مجلة ريحانة الالكترونية

زيارة سيد الشهداء المخصوصة بالاوقات

اعلم ان زيارة الحسين (ع) خير موضوع فمن شاء استقل الخير، ومن شاء استكثر الخيـر.

وهي على قسمين:

مطلقة في كل الاوقات: ويترتب عليها ما ذكرناه من الخواص والفضائل.

ومخصوصة بأوقات تزيد فضيلتها بخصوصية الوقت على اصل الفضيلة المطلقة، مع انه لا يتصور زيادة منها وهي تقرب الى ثلاثين
مخصوصة، بالنسبة الى الزمان والاوقات، وخصوصيتها في زيادة الاجر معلومة، ولكن لكل واحدة ايضا اثرٌ خاص، وفضيلة خاصة، نبينها عند ذكر كل واحدة.

الاولى: كل جمعة مرة لمن كان بعيدا عنه بيوم ونحوه فإن تركه كان شديد الجفاء، ومن خواص ذلك ما في رواية داود بن يزيد عن ابي عبدالله (ع) انه يغفر له البتة ولم يخرج من الدنيا وفي نفسه حسرة، ومنها: ويكون مسكنه في الجنة مع الحسين بن علي عليهما السلام.

الثانية: كل شهر مرة فعن الصادق عليه السلام قال: ان من زاره في كل شهر مرة فله ثواب مائة الف شهيد مثل شهداء بدر، وقال: اما القريب فلا اقل من شهر، فإن كان قريبا وتركه اكثر من شهر فقد سمّاه الحسين عليه السلام بنفسه جفاء وذلك في رواية عن عقبة.

الثالثة: كل سنة مرتين وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام: انه حق على الغني ان يأتيه في السنة مرتين، وفي رواية ثلاث مرات.

الرابعة: كل سنة ثلاث مرات وفيها مع خواص اصلها انها تؤمن من الفقر.

الخامسة: كل سنة مرة، فقد ورد في خمسة عشر حديثا، انها حق على الفقير القادر على الزيارة، فإذا تركها سنة فهذا اول مراتب الجفاء للحسين عليه السلام.

السادسة: كل ثلاث سنين مرة للبعيد فاذا تجاوز الثلاث دخل في عقوق رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم اعذنا من هذه الافة والاثم الكبير.

السابعة: في كل عيد كما في بعض الروايات، فيدخل فيه النيروز والمبعث والمولود والغدير وغير ذلك.

الثامنة: مخصوصات الشهور، ولنذكر كل شهر على حدة، ولكل منها فضائل كثيرة، لكن نقتصر على ذكر خصوصية فضيلة كل شهر مخصوص.

فنقول: في شهر رجب الأصب اربع او خمس: اول ليلة. واول يوم، وليلة النصف. ويومها، وخصوصية فضلها زيادة على الثواب تساقط الخطايا كيوم ولدته امه، وفي اول رجب زيادة حتمية وهي المغفرة فإن الله تعالى قد اوجبها على نفسه تبارك وتعالى.

وفي شعبان ثلاث مخصوصات: يوم الثالث منه، وليلة النصـف، ويومها، وعمدة فضيلتها التشرف بمصافحة مائة واربعة وعشرين الف نبي، منهم اولو العزم صلوات الله تعالى عليهم، واذا زاره ثلاث سنين متوالية في النصف من شعبان كان له تأثير خاص في رفع الذنوب زيادة على اصلها، ومن خواصها ان المنادي ينادي بالمغفرة له من اول شعبان.

وفي شهر رمضـان المبارك بخصوصه، كما في رواية ابن الفضل قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام.

يقول: من زار قبر الحسين عليه السلام في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يُحاسب، وقيل ادخل الجنة آمنا " ولا ننسى هنا الحديث ما مضمونه: ان من حوسب هلك " يعني كفى بالحساب من موقف مهول عظيم.

الثانية والثالثة والرابعة: اول ليلة منه اي من شهر رمضان، وليلة النصف، واخر ليلة منه، كما في الرواية عن الصادق عليه السلام.

والستة الاخرى: ليالي القدر الثلاث، وايامها، ففي الروايات الكثيرة انه اذا كانت ليلة القدر التي يفرق فيها كل امر حكيم، ينادي مناد من بطنان العرش الى السماء السابـعة: ان الله عزوجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام.

وفي شهر شوال، ليلة العيد، ويومها، وخصوصية فضيلته مغفرة الذنوب ما تقدم وما تأخر.

وفي شهر ذي الحجة، ثمان مخصوصات، او عشر مخصوصات: ليلة عرفة ويومها، وليلة الاضحى ويومها، وايام التشريق، ويوم نزول سورة الدهر " هل أتى "، ويوم الغديـر، بناء على خصوصية الزيارة له (ع) في كل عيد، وخصوصية الفضل في عرفة ان يسميه الله تعالى صدّيقا، ويسميه كروبيا، والحمد لله.

واصل الزيارة يعادل مع الحج وكذا الخطوات التي يخطوها بعد غسله من الفرات او مطلقا، فتبلغ معادلة اصل الزيارة الى الف الف حجة مع القائم صلوات الله تعالى عليه وعلى آبائه و عجل الله فرجه.

وألف ألف عمرة مع رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وبالنسبة للخطو نحو الزيارة يكتب الله تعالى له بعد الغسل والتوجه، بكل خطوة يخطوها حجة بمناسكها، وفي بعض الزيارات، كل قدم مائة حجة، كما مر.

وخصوصية فضيلة عيد الاضحى: وقاية شر سنة في الدنيا ومغفرة الذنوب ما تقدم منها وما تأخر.

وفي المحرم ليلة عاشوراء ويومها، ولا يبعد ان تكون زيارة يوم الثالث عشر مخصوصة ايضا، فإنه يوم دفنه صلوات الله تعالى عليه، وعلى الارواح التي حلّت بفنائه.

وخصوصية فضل زيارة عاشوراء الدخول في زمرة الشهداء، والتلطخ بدم الامام الحسين عليه السلام واذا زار ليلة عاشوراء وبات عنده وسقى عنده الماء في ذلك الوقت كان كمن سقى عسكر الحسين عليه السلام، يوم عاشوراء.

وفي شهر صفر، يوم العشرين منه، وهو المسمى بالاربعين خصوصية فضل زيارته هذه تعد من علائم الايمان.

مسألة: ما الافضل من هذه الزيارات؟

اقول: كلما نظرت الى كل واحدة من هذه الفضائل رأيت فيها خصوصيات، ليست على نهج واحد، فلا يعلم الفاضل من المفضول فإذا لاحظت كل واحدة يمكن ان يقال: انها الافضل.

وفي بعض الروايات ان الافضلية في النصف من شعبان، والنصف من رجب، ولعلها من حيثية خاصة.

والذي يظهر من ملاحظة مجموع الفضائل افضلية عرفة وعاشوراء والذي يترجح ان خصوصية زيارة عاشوراء التي ورد فيها - ان زائره يُحشر ملطخا بدم الحسين عليه السلام، في زمرة الشهداء - اعلى من كل خصوصية حتى مائة الف حجة، والف الف حجة مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فإن في زيارة عاشوراء قد ورد ايضا مع هذه الخصوصية - خصوصية اخرى وهي: انه قد زار الله تعالى في عرشه. وهذا من احد معانيه انه يكون في لطف الله تعال وولايته ومعرفته، فيكون متنعما برحمته الخاصة – الرحمة الرحيمية.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه