مجلة ريحانة الالكترونية

زوج حمامة

من أصول التربية عرْض الأسوة الحسنة، وذلك هو أسلوب القرآن الكريم: "لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَ‌سُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" (1) وأيضا: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَ‌اهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ" (2). والغرض من عرض الأسلوب هو الإتّباع لا مجرّد التحسين والرّكون.

قدّم الإسلام نماذج شتّى لكلّ الاصناف من الرجال والنساء والعوائل والمجتمعات

.
إذا أرادا الزوج والزوجة الصالحَين أن ينظرا إلى الأسرة القدوة فلينظرا إلى بيت أمير المؤمنين والصديقة الكبرى (سلام الله عليهما). بيت مملوء بالتفاهم والعواطف وذكر الله (عزّ وجلّ) و "بُيُوت أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْ‌فَعَ وَيُذْكَرَ‌ فِيهَا اسْمُهُ" (3) كما عبّر أمير المؤمنين علاقتهما بهذا التعبير: "کنّا کزوج حمامة فی ایکة متمتعین بصحبة و شباب"(4).

 

الحمامة هي طائر الحبّ والهناء ولهذا شبّه أميرالمؤمنين علاقتهما بهذا الطائر. وأيضا نفهم من هذا الحديث أنّ البيت هو مكان التّمتّع والتّسلية لا موضع الصّراع والشّجار. قال امير المؤمنين (عليه السلام) في فاطمة (سلام الله عليها): فوالله ... لا اغضبتنی و لاعصت لی امرا َلقد کنتُ أنظُر إلیها فَتَنْکَشِفُ عنیّ الهمومَ والأحزان. (5)
بما أنّا نعلم أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) معصوم من كلّ خطإ ومعصية فكلّ أوامره موافقة للشرع والعقل فإطلاق عدم عصيان فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) أوامره يشير إلى هذه الحقيقة أنّه في العائلة المميزة لا تعصي المرأة زوجها ولا يأمر الزوج أهله بغير الاأمور الشرعية والعرفية. الأسرة القدوة هي الاسرة التي لا يُغضب أحد أحدا وتعيش في ألفة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1.    احزاب،21.
2.    ممتحنة،4.
3.    النور،36.
4.    ثقة الاسلام كليني، الكافي، ج3، ص481.
5.    مجلسي، بحارالانوار،جلد43، صفحه 134.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه