مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

هل يمكن لعبد يؤدي حقوق الله كما هو حقّه ؟ كلاّ ثمّ كلاّ. ولمّا كان حق الوالدين مشتق

من حق الله تبارك وتقدّس كيف يمكن اداءه ! وبغض النظرعن اداء الحق كلّه ، يظن أن لا يمكن اداء قسط ضئيل منه ، فالويل كل الويل للذين لا يسعون في اداء هذا الحق العظيم.

 

١ ـ قال الصادق عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلوة والسلام : برّ الوالدين من حسن معرفة العبد بالله ، اذ لا عبادة اسرع بلوغا لصاحبها الى رضا الله من برّ الوالدين المؤمنين لوجه الله تعالى ، لأن حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى ، اذا كانا على منهاج الدين والسنه ، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله تعالى الى طاعتهما  ومن اليقين الى الشك ، ومن الزهد الى الدنيا ، ولا يدعو أنهّ الى خلاف ذلك ، فاذا كانا كذلك ـ أي يدعوان الى خلاف طاعة الله تعالى ـ فمعصيتهما طاعتهما معصية ، قال الله تعالى وتقدّس : ( وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتّبع سبيل من أناب اليّ ثم اليّ مرجعكم ) ( لقمان : ١٥ ). جاء في كتاب مصباح الشريعة ، الباب الثاني والسبعون ، ص ٤٨.

فقاربهما وارفق بهما واحتمل اذا هما بحق  ما احتملا عنك في حال صغرك ، ولا تضيّق عليهما فيما قد وسّع الله عليك من المأكول والملبوس ولا تحوّل وجهكعنهما ، ولا ترفع صوتك فوق صوتهما ، فان تعظيمهما من أمر الله ، وقل لهما باحسن القول ، والطف بهما فان الله لا يضيع اجر المحسنين.

٣ ـ قال رسول الانسانية صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ! رضا الله من رضا الوالدين ... غوالي الدرر ، حرف الياء ص ١٧٢.

٤ ـ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ! سخط الله في سخط الوالدين ... نفس المصدر.