مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

كان الإمام الصادق عليه‌السلام قدوةً في مدِّ يد العون إلى الآخرين ، فعن الفضل بن قرّة ،

قال : كان أبو عبدالله عليه‌السلام يبسط رداءه وفيه صرر الدنانير ، فيقول للرّسول : « إذهب بها إلى فلان وفلان من أهل بيته ، وقل لهم : هذه بعث إليكم بها من العراق ، ـ كناية عن وصول تلك الأموال إلى الإمام من العراق ـ قال : فيذهب بها الرّسول إليهم فيقول ما قال ، فيقولون : أما أنت فجزاك الله خيراً بصلتك قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأما جعفر فحكم الله بيننا وبينه ، قال : فيخرّ أبو عبدالله ساجداً ويقول : اللهم أذلَّ رقبتي لولد أبي » (١).
يضاف إلى ماسبق أن قطيعة الأرحام تترك آثاراً سلبية مدمّرة على مجمل النسيج الاجتماعي ، فتقطع خيوط التواصل بين الأهل والأقارب ، فتنتج القطيعة والشقاق والتناحر ، فيستلزم كلّ ذلك حلول النقم ، وفناء الجماعات ، وهي أمور قد حذر منها أئمتنا الأطهار : ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « حلول النقم في قطيعة الرّحم » (٢). وقال زين العابدين عليه‌السلام : « .. الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرّحم ... » (٣).
ويلفت نظرنا أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى حقيقة تحتاج إلى أن يكشف المتخصصون عن أبعادها ومراميها ، وهي أن إعانة الأرحام والتكافل معهم يمنع من تدفق الأموال إلى أيدي الأشرار ، ويحول الشق المادي من التكافل دون حصول مجتمع رأسمالي استغلالي ، فمما لا شكّ فيه أنّ من يمتنع عن تقديم الحقوق المترتبة عليه تجاه أرحامه فسوف تتكدس الأموال بيده فيغدو ـ في الأعم الأغلب ـ رأسمالياً جشعاً ، أو تستغل قوى الشر أمواله المكدسة لمآربها الشريرة ، وبالإستناد لما تقدم ينكشف لنا أبعاد تأكيد أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إذا قطعوا الأرحام جُعلت الأموال في أيدي الأشرار » (٤).
صفوة القول : إنّ تأكيد الإسلام المتواصل على صلة الأرحام يعدّ من الأسس الاجتماعية التي يعتمد عليها مبدأ التكافل.
***************************
(١) تنبيه الخواطر / للامير ورّام ٢ : ٢٦٦ ـ دار صعب.
(٢) عيون الحكم والمواعظ / علي الليثي الواسطي : ٢٣٤.
(٣) معاني الأخبار : ٢٧١.
(٤) اُصول الكافي ٢ : ٣٤٨ / ٨ باب قطيعة الرحم من كتاب الإيمان والكفر.