مجلة ريحانة الالكترونية

تشجيع الطفل فى سن المدرسة على الإبداع

كل أم وأب يأملان فى أن يكون طفلهما لامعاً وبارعاً فى كل شئ يحاول القيام به،

  لكن كم منا يعرف أن الإبداع هو أساس البراعة والتميز؟

عندما نفكر فى الإبداع، عادةً ما يطرأ إلى أذهاننا أشياء معينة مثل الرسم، الموسيقى، الكتابة، التمثيل، وغير ذلك من الأعمال الفنية… وهذه كلها أشياء تعبر بالفعل عن الإبداع. لكن روح الإبداع تكمن فى قدرة الإنسان على إيجاد حل مبتكر لمشكلة ما، أى أن يبتكر شيئاً من أشياء قد تبدو غير ذات قيمة من وجهة نظر الآخرين. وكما أن الفنانين والكتاب الكبار مبدعون، فالمهندس اللامع والطبيب المبتكر هما أيضاً مبدعان. حتى لو لم ترغبى فى أن يتجه طفلك للتمثيل أو الرسم على سبيل المثال، إلا أن تشجيعه على الإبداع والابتكار حتى فى أبسط الألعاب يعود بفائدة كبيرة عليه.

طفل المدرسة

عندما يبدأ الطفل فى الذهاب للمدرسة، سيقوم بممارسة جوانب فنية فى المدرسة، وبالطبع لن يبرع كل الأطفال فيها، لكن لا يعنى هذا أنهم غير مبدعين. إذا كان طفلك يكره الرسم أو موضوعات التعبير، حاولى تشجيعه على تطوير مهاراته الإبداعية الأخرى.

كثيراً ما نكتشف أن التعليم والإبداع شيئين مختلفين تماماً، لكن حتى لو كانت مَدرسة طفلك تتبع نظاماً تقليدياً جامداً فى التعليم، يمكنك مساعدة طفلك على التخيل وفتح آفاق جديدة لديه عندما يقوم بعمل واجباته المدرسية. إذا كان طفلك يقوم بحفظ تواريخ وأماكن الأحداث التاريخية على سبيل المثال، قومى من وقت لآخر بسؤاله بعض الأسئلة المختلفة. على سبيل المثال، لو لم يفتح عمرو بن العاص مصر، ماذا تظن كان حال مصر الآن؟ أو كيف سيكون الحال لو كنا لازلنا نعيش بنفس طريقة الفراعنة؟ ماذا كنا سنأكل؟ ما المواصلات التى كنا سنستخدمها؟ هذه النوعية من الأسئلة التى تحفز خيال طفلك يمكن أن تحببه فى التعليم وفى نفس الوقت ستعلمه تقدير قيمة المعلومات. يمكن اتباع نفس الطريقة عند مذاكرة العلوم والكثير من المواد الأخرى. الأطفال الذين يَدرِسون المصادر المختلفة للطاقة على سبيل المثال يمكن أن يتخيلوا العالم بدون مصادر الطاقة المعتادة وما قد ينتج عن ذلك من آثار.

عندما يُطلب من طفلك كتابة موضوع تعبير، لا تظهرى له أنه شئ مزعج. تعاملى مع الموضوع على أنه فرصة لطفلك لكى يعبر عن أفكاره. وأياً كانت الظروف، لا تكتبى الموضوع بدلاً من طفلك! يمكنك التفكير معه فى عناصر الموضوع، لكن لا تقومى بكتابة الموضوع بدلاً منه.

فى البيت، يمكنك إشراك طفلك فى بعض الأمور، فحتى إشراكه فى بعض الأمور البسيطة يحفز قدراته الإبداعية، كمحاولة إيجاد حلول لترتيب اللعب بطريقة مختلفة على سبيل المثال – اخلقى فيه روح التحدى بأن تطلبى منه أن يجد طريقة أفضل لعمل شئ معين، لكن اطلبى منه أشياء فى حدود إمكانياته حتى لا يشعر بالعجز. لا تطلبى منه ترتيب كل الغرفة لكن يمكنك أن تطلبى منه إيجاد طريقة أفضل لترتيب الكتب على الرف على سبيل المثال.

الطهى أيضاً قد يكون طريقة لتحفيز إبداع طفلك. الأطفال يعشقون عمل أشياء فى المطبخ ومن الأشياء الممتعة التى يمكنك القيام بها مع أطفالك هى عمل كتاب طهى يحتوى على إبداعات أطفالك فى المطبخ – واستكملى الوصفات بإضافة التوجيهات والمعايير اللازمة.

أوجدى لطفلك فرصاً للإبداع

اختارى الأنشطة البسيطة، واجعلى الأدوات المناسبة فى متناول الطفل:

· كراسة خاصة يكتب فيها الطفل أفكاره.

· أدوات فنية بما فى ذلك ألوان، مجلات قديمة يمكن الاستعانة بها، صمغ وورق.

· الأدوات والعناصر الخاصة بهوايات الطفل أو الطفلة (قد تكون الهواية هى الأشغال الخشبية، الكروشيه، جمع طوابع، أو أى هواية أخرى).

أظهرى لطفلك تقديرك لإبداعاته

كونى فخورة بأى شئ يبدعه طفلك. يمكنك تشجيع طفلك على عمل إطارات من الكرتون لأعماله الفنية لتعليقها على الحائط أو يمكنك اختيار بعض أعماله ووضعها على الثلاجة.

لا تستهينى بمحاولات طفلك لفهم الأشياء – إذا قام طفلك بفَك لعبة لكى يعرف كيف تعمل ولم يستطع إعادة تركيبها مرة أخرى، قد يكون بذلك قد أفسد اللعبة لكن قد تكون هذه خطوة بداية لطريقه إلى كلية الهندسة!

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه