مجلة ريحانة الالكترونية

مارية القبطية وقضية الافك

 المقصود من الإفك المذكور في سورة النور الإتّهام الذي وُجّه إلى عرض النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ـ أيّ إلى بعض أهله ـ بالفحشاء وذلك من قبل عُصبة من القوم المعاصرين للنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، فشاع حديث الإفك بين الناس ، يتلقّاه هذا من ذاك ، وكان بعض المنافقين ، أو الذين في قلوبهم مرض يساهمون في إذاعة ذلك حُبّاً منهم لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، فأنزل اللّه تعالى الآيات العديدة المذكورة في سورة النور ، ودافع عن نبيّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) .
والإفك : هو الكذب ، ويظهر من النصوص أنّ هناك تواطؤاً ومؤامرةً من قبل هذه العصبة على إذاعة هذا الخبر ليطعنوا من خلاله في نزاهة بيت النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، ويفضحوه بين الناس .
والمقصود بقوله تعالى : { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} {النور/۱۱} . هو أنّ من سعادة المجتمع الصالح أن يتميّز فيه أهل الزيغ والفساد ليكون المجتمع على بصيرة من أمره ، وينهض لإصلاح ما فَسَد من عناصره ، وخاصّة في المجتمع الديني المتّصل بالوحي الذي ينزل عليهم في أمثال هذه الوقائع ، فيعظمهم ، ويذكّرهم بما يجب عليهم الإلتفات إليه حتّى يحتاطوا  لدينهم ، ويتفطّنوا لما يهمّهم .
والآيات الشريفة لم تتعرّض لذكر المتّهِم ، ولا لذكر المتَّهَم ، أمّا الروايات فقد وردت في رواياتنا أنّ المتّهِمة عائشة ، وأنّ المتّهَمة هي مارية القبطية أمّ إبراهيم التي أهداها المقوقس ملك مصر إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ،  وأهدى معها خادماً لها كان خصيّاً كِي يخدمها ، وكان اسمه « جريح » ، فاتّهمتها عائشة بالزنا مع « جريح » ، وأنّ إبراهيم ابنها لم يكن في الواقع ابن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)  ، بل هو ابن « جريح » .
وشارك عائشة في هذا الإتّهام غيرها أيضاً ، وقد ثبتت لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم)  براءة مارية وجريح من هذا الإتهام ، ونزلت الآيات المذكورة ، واللّه العالم.
 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه