مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ

يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (1) في حق علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : أُمروا أن لا يناجي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد حتى يتصدق بصدقة ، فأمسك القوم ، وذلك قبل أن تنزل الزكاة ، وتصدق عليّ عليه‌السلام بدينار ثم ناجاه عشر مرات ، فكان علي عليه‌السلام يقول : « والله لهن أحبّ إليّ من حمر النعم بصبابتهن » (2).
وعن مجاهد ، قال علي عليه‌السلام : « آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي : آية النجوى ، كان لي دينار فصرفته بعشرة دراهم ، وكنت كلما أُناجي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تصدّقت بدرهم ، ونسخت الآية ولم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي » (3).
كان عليه‌السلام يجسد في صدقته التربية النبوية الأصيلة ، ويقتفي أثر مربيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كثرة الإنفاق حتى أن بعض أصحابه قال له : « كم تَصَّدّق ؟! ألا تُمسِك ؟! (4).
وكان عليه‌السلام في طليعة العباد الذين يذكرون الله من خلال الإحسان إلى عباده ، فنزلت في حقه هذه الآية : ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ... ) (5) بشهادة ابن عباس الذي قال : هو والله أمير المؤمنين.. وذكر سبب النزول (6).
واستغل أهل البيت : الشعائر والشهور المقدسة كرمضان وشعبان لتأجيج العواطف والمشاعر الدينية طلباً للثواب ؛ فيوظفون هذا الظرف لحث الناس على التصدق ، كاشفين لهم أبعادها العبادية وثمارها الأخروية ، فعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر : كان الإمام السجاد عليه‌السلام إذا دخل شهر رمضان تصدق في كل يوم بدرهم... (7).
**************************
(1) سورة المجادلة : ٥٨ / ١٢.
(2) مناقب أمير المؤمنين / محمّد بن سليمان الكوفي ١ : ١٨٧ ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، ط ١ ـ ١٤١٢ ه‍.
(3) مناقب أمير المؤمنين / محمد بن سليمان الكوفي ١ : ١٨٨.
(4) الغارات / إبراهيم بن محمّد الثقفي ١ : ٩٠ ، تحقيق : السيد جلال الدين المحدث ، مطبعة بهمن ، إيران.
(5) سورة النور : ٢٤ / ٣٧.
(6) راجع : مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٤٩.
(7) إقبال الأعمال / ابن طاووس ٣ : ١٥٠ ، مكتب الاعلام الإسلامي ، ط ١ / ١٤١٤ ه‍.