مجلة ريحانة الالكترونية

اليوم العالمي للطفل / حقوق الطفل قبل ولادته

متى تبدأ حقوق الطفل؟
ما هي حقوق الطفل قبل الولادة؟
ما هي حقوق الطفل قبل الولادة في الإسلام؟
 
اليوم العالمي للطفل هو اليوم السنوي لليونيسف للعمل من أجل الأطفال وبمشاركتهم.
من علامات نضج المجتمع الاهتمام بحقوق الأطفال ، ففي معظم مجتمعات اليوم للأطفال حقوق مكرسة لهم منذ ولادتهم ، ولكن الإسلام تقدم بخطوة إلى الأمام واهتم بحقوق الأطفال من قبل ولادتهم في تعالمية وارشاداته، وهذا الاهتمام والتعاليم هي نفس التعاليم التي وضعها حول اختيار الزوج المناسب والصالح الذي سيكون في المستقبل أبا أو أما لهذا الطفل ، وأحد أسس اختيار الزوج المناسب هو الإجابة على هذا السؤال : هل يستطيع أن يكون هذا الرجل أباً صالحاً لطفلي في المستقبل ؟
أم هل تستطيع أن تكون هذه المرأة أماً صالحة لطفلي في المستقبل أم لا ؟
 

في كتب الحديث هناك أبواب تختص بهذا الأمر وعلى الأخص في التراث الشيعي، بحيث جعلوا لها أبواب متعددة منقولة عن المعصومين عليهم السلام. وإن أحد الأسباب المهمة التي تؤكد على التدقيق في اختيار شريك الحياة هي الحكمة من الزواج حتى ينجبوا أطفالاً بصحة كاملة بغية أن يصبح لدينا مجتمع صالح وفاضل ومتوازن.
وفي هذا المجال توجد روايات كثيرة نذكر بعضها:
عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: «إذا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ قُلْتُ: مَا أَدْرِي؟ جُعِلْتُ فِدَاكَ. قَالَ :إذا هَمَّ بِذَلِكَ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ويَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ويَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُ التَّزْوِيجَ فَقَدِّرْ لِي مِنَ النِّسَاءِ أَعَفَّهُنَّ فَرْجاً، وأَحْفَظَهُنَّ لِي فِي نَفْسِهَا ومَالِي، وأَوْسَعَهُنَّ رِزْقاً، وأَعْظَمَهُنَّ بَرَكَةً، وقَيِّضْ لِي مِنْهَا وَلَداً طَيِّباً تَجْعَلُهُ لِي خَلَفاً صَالِحاً فِي حَيَاتِي وبَعْدَ مَوْتِي».(1)
بعد تكوين الأسرة، هناك العديد من التعليمات للزوج والزوجة حول إنجاب الأطفال حتى تتمكن الأسرة من إنجاب أطفال صالحين في المجتمع.
بحسب التعاليم الدينية، من وقت حدوث الإخصاب واستقرار الحيوانات المنوية في رحم الأم، تكون لها حياة، وبعد ذلك يتم مراعاة العديد من القواعد، منها: حرمة الإجهاض. 
وهناك روايات تدل على أن بداية الإنسان هي من لحظة اللحقاح، وتكوين النطفة، واستقرارها في رحم الأم. وفي هذا الخصوص نذكر الرواية الواردة عن الإمام كاظم عليه السلام: عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن  عليه السلام: «المرأة تخاف الحبل، فتشرب الدواء، فتلقى ما في بطنها؟ فقال: لا، فقلت: إنما هو نطفة، قال: إن أول ما يخلق نطفة».(2)
وقد ورد في رواية صحيحة نقلها أبي عبيدة حيث سئل الإمام باقر عليه السلام عن امرأة تتعاطى دواء من دون علم زوجها لإجهاض الجنين وتجهضه، فأجاب الإمام الباقر (عليه السلام) عن المسألة، وهي على ما يلي:
عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن امرأة شربت دواء، وهي حامل ولم يعلم بذلك زوجها فألقت ولدها قال: فقال: «إن كان له عظم وقد نبت عليه اللحم عليها دية تسلمها إلى أبيه، وإن كان حين طرحته علقة أو مضغة، فإن عليها أربعين دينارا أو غرة تؤديها إلى أبيه. قلت له: فهي لا ترث ولدها من ديته مع أبيه؟ قال: لا؛ لأنها قتلته، فلا ترثه».(3)
وهناك أدلة واضحة في الشريعة الإسلامية كلها تدل على أن الجنين له حقوق شرعية بعد تكوينه، وهناك ضمانات تمنع أي أحد أن ينتهك حقوق الطفل أو يتعدى عليه، فوضع الدية لسقط الجنين من حين كونه نطفة إلى تكامله كله هذه خير دليل على احترام حقوق الجنين، وفي الواقع وضع هذه الدية لتمنع التعدي عليه ولو كانت الأم هي المتعدية أو المنتهك لحقوق الطفل تمنع من أن ترث ولدها. 
ودليل آخر على ذلك: أن المرأة الحامل إذا ارتكبت جريمة، وحكم عليها بعقوبة مثل القصاص أو الحد، فالحكم الصريح في الإسلام هو تأخير هذه العقوبة احتراماً لحق الحمل، حتى لو كان هذا الحامل من الزنا؛  لأنه هنا عندما ترتكب الأم جريمة، وتستحق العقاب لا يحق لأي أحد أن يرتكب عملا ما يؤذي الجنين، كما ورد في القرآن الكريم:﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾.(4) 
 


1ـ من لا يحضره الفقيه / الشيخ الصدوق / المجلّد: 3 / الصفحة: 394.
2ـ من لا يحضره الفقيه / الشيخ الصدوق / المجلّد: ٤ / الصفحة: ١٧١.
3ـ وسائل الشيعة / الشيخ الحر العاملي / المجلّد: 26 / الصفحة: ٣٢ / ط آل البيت.
4ـ سورة الأنعام: الآية 164.


 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه