مجلة ريحانة الالكترونية

النفاق الاجتماعيّ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع

فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

 

ومن مصاديق النفاق ما يصحّ أن نسمّيه النفاق الاجتماعيّ فعن الإمام عليّ عليه السلام: "ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين"1.
فالمقصود من النفاق الاجتماعيّ هو النفاق في العلاقات بين أبناء المجتمع، حيث يمكن تقسيمه إلى نوعين:
1ـ النفاق العمليّ:وهو المُعبّر عنه بذي الوجهين، حيث يقابل الآخرين بطلاقة وجه وبشاشة تُظهر سروره بهم، وإذا راحوا عن مجلسه أو مكان لقائه وأَمِنَ منهم، عَبَس واكفهرَّ، وربّما عضَّ على الشفاه أو الأنامل غيظاً وحَنَقاً، عن الإمام الباقر عليه السلام: "بئس العبد همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر"2.

2ـ النفاق القوليّ: وهو المعبّر عنه في الروايات بذي اللسانين وهو الذي يقول في محضر الشخص الكلام الجميل ويطري ويتأهّل به، فإذا صار خلواً منه أطلق لسانه ذئباً يرعى في لحم أخيه، ينهشه غيبة وبهتاناً وربّما شتمه وذمّه، وهتك ستره، ونمَّ عليه ليوغر صدور الآخرين عليه.

وعن ذلك قال الإمام الباقر عليه السلام: "بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهداً، ويأكله غائباً، إن أُعطي حَسَده، وإن ابتُلي خذله"3.
وإذا رجعنا إلى واقعنا الحالي نجد كثيراً من مصاديق أهل النفاق الاجتماعيّ الذين يُظهرون المحبّة، ويُبطنون، البغضاء، ويَلبسون ثوب الناصح، ويضمرون الغشّ، والخديعة والخيانة.
وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليم:... ورجل استقبلك بودّ صدره فيواري وقلبه ممتلئ غشّاً"4.
-------------------

1- عيون المواعظ والحكم, ص 473.
2- وسائل الشيعة, ج 12 ص 258.
3- أصول الكافي, ج 2 ص 343.
4- بحار الأنوار, ج 72, ص 211.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه