مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

ربما قال قائل أن الامر بالنظافة هو امر يمارسه الكثيرون, فحتى في رياض الاطفال تعكف

المعلمة على تعليم الصغار ضرورة التنظف فلاتحتاج الى نبي مرسل من السماء ليبلغنا ضرورة الاستحمام ورفع الاوساخ, وهذا الاعتراض مستمد من اشكالية فكرية كبرى وهو ان لاحاجة للدين وان الانسان قادر بطبيعته على تلمس مايحتاجه من ضروريات وسبل للارتقاء .. وهنا نقول
1. ان الاسلام رسالة متكاملة تضع على عاتقها البت في كل قضايا الانسان صغيرها وكبيرها بسيطها ومعقدها, ولما كانت النظافة امر مهم في صحة الانسان ورقيه الحضاري كان لابد لنبي الاسلام صلى الله عليه ان يبينها ويأمر بها
2. لم تكن النظافة وضرورتها بديهة مفروغ منها لدى النوع الانساني على الدوام حيث ان الكثير من الشعوب حتى المتحضرة منها لم تكن تعتمد النظافة كاساس حضاري او صحي بل كانت تعكف على الوساخة وعدم التنظف يقول ماراي في كتابه «اعترافات بورجوازي»، إن الحمامات وأماكن الاغتسال في قصور وإقامات الأغنياء كانت مجرد ديكور، وأن الكثير من هؤلاء الأغنياء كانوا يتذكرون الماء خلال الأعياد فقط، وأحيانا يغتسلون مرة واحدة كل عام. أكيد أن رائحة أوروبا كانت لا تطاق.
3. لقد كان المجتمع الجاهلي الذي بزغ فيه فجر الاسلام مجتمعا صحراويا يعاني من فقر شديد في الموارد المائية مما ادى الى شيوع الوساخة والرائحة الكريهة كحالة طبيعية في ابناء المجتمع فكان للامر بالنظافة عندئذ اهمية كبرى في اصلاح المجتمع.
4. هذا الامر هو من الدلائل الواضحة على صدق النبي صلى الله عليه واله في انه نبي مرسل, إذا كان المفروض كونه واحدا من ابناء المجتمع ان يتصف باوصافهم او على الاقل لايعني بالنظافة, في حين ان السيرة النبوية تؤكد على ماكانه النبي الاكرم صلى الله عليه واله من اعتناء كبير بالنظافة .

رابط الموضوع