مجلة ريحانة الالكترونية

المرأة كنز

إنَّ الزوجة الصالحة كنز للمؤمن ، فعن ابن عباس قال : لما نزلت الآية :

( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) التوبة : 34 .

 

انطلق ثوبان فأتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فقال يا نبي الله ، إنه كبر على أصحابك هذه الآية .

فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ألاَ أُخْبِرُكَ بِخَيرِ مَا يَكْنُزُ المَرْءُ المَرْأةَ الصَّالِحَة الَّتِي إذا نَظَرَ إلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإذَا أمَرَهَا أطَاعَتْه ، وَإذَا غَابَ عَنْهَا حَفظَتْهُ ) .

طاعة الزوجة لزوجها سراً وعلانية فرض يقتضيه عقد الزواج ، وما من امرأة نبذت طاعة زوجها إلا وحلَّ بها الشقاء ، ولَحقها البلاء ، وكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها ازداد الحُبُّ والولاء بينهما ، وتوارثه أبناؤهما .

فالأخلاق المألوفة إذا تمكَّنت صارت ملكات موروثة يأخذها البنون عن آبائهم ، والبنات عن أمهاتهن .

وقد حثَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) المرأة على تلك الطاعة فقال : ( ثَلاثٌ لا يمسُّهم النَّارُ : المَرأةُ المُطِيعَةُ لِزَوجِهَا ، والوَلدُ البَارُّ بِوالِدَيهِ ، والعَبْدُ القَاضِي حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوْلاهُ ) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( جِهَادُ المَرْأةِ حُسْنُ التَبَعُّلِ ) .

والطاعة بمفردها دون حسن العشرة لا تكفي ، لأن المرأة ربَّما أطاعت زوجها وهي لا تحسن عشرته ، فتعمل ما يأمرها به ، ولا تبحث ما وراء ذلك .

بينما حسن العشرة أن تطيعه فيما يأمر ، وتظهر رغبتها الصادقة في ذلك ، فترسم على وجهها ابتسامة الرضا ، وتُسمعه أعذب الكلمات وتؤدي ، ذلك بحنان ورِقَّة .
وقليل من النساءِ من يفهَمْنَ ذلك ، وأقلُّ منهنَّ من تعمل به ، فلا شكَّ أن الطاعة تقوِّي أواصر المحبة بين الزوجين ، وعندما تحبُّ الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها .

وما ذلك إلا صورة عملية وإشعار لزوجها بالحب الذي استقرَّ في قلبها ، لهذا يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيرُ مَتَاعِهَا المَرْأةُ الصَّالِحَة ، إذا نَظَرْتَ إلَيْهَا سَرَّتْكَ ، وإذَا أمَرْتَهَا أطَاعَتْكَ ، وإذَا أقْسَمْتَ عَلَيْهَا أبْرَتْكَ ، وإذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفظَتْكَ فِي عِرْضِهَا وَمَالِهَا ) .

فإن الزوجة الصالحة المحبة تبتسم لزوجها حينما ينظر إليها ، فلا تقطيبَ للحاجبين ، ولا نظرات شَزرة ، بل ابتسامات مُفعَمَة بالحب والبشر .

ومن طاعة الزوج أن لا تصوم المرأة نفلاً إلا بإذنه ، ولا تخرج إلا بإذنه ، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه ، ولا تتصرف في مالِهِ إلا بإذنه ، وتقيم مع زوجها في مسكنه ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، فالمرأة لا تودِّي حقَّ ربِّها حتى تؤدي حقَّ زوجِها ، وأهمُّها الطاعة .

وقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما مضمونه : ( ثَلاثَة لا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاةٌ ، ولا تَصْعَدُ لَهُم إلى السَّمَاءِ حَسَنَة : العَبدُ الآبِقُ حَتَّى يَرجَعَ إلى مَوَالِيهِ ، والمَرْأةُ السَّاخِطُ عَلَيهَا زَوجُهَا حَتَّى يَرْضَى ، وَالسَّكْرَان حَتَّى يَصْحُو ) .

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه